تسأل أوساط في “14 آذار” عن السبب الذي دفع “حزب الله” الى رفع لهجة الخطاب السياسي الى درجة تهديد الحوار، وتفجير الحكومة، باعتبار أنّ ما قيل في الايام الماضية على لسان بعض رموز “14 آذار” لم يكن جديداً، إنما كان رداً طبيعياً على ما يعلنه مسؤولون إيرانيون، ومسؤولون في “حزب الله”، وأوّلهم السيّد حسن نصرالله الذي دعا الجميع إلى مشاركته في القتال بسوريا، فهل التزم السيّد نصرالله ما يريد من الآخرين التزامه، أم أنّ “حزب الله” يريد أن يحوّل لبنان محمية صامتة، لا يعلو فيها أي صوت اعتراضاً على سياساته التي تُهدّد الاستقرار والسيادة؟
الأرجح، تقول الاوساط لصحيفة “الجمهورية”، إنّ الحزب أراد من الدخول في الحكومة، ومن الحوار، ترويض الاعتراض على سياساته، تحت عنوان التهدئة، ولهذا كان مطلب الهدنة الاعلامية مطلباً دائماً على طاولة الحوار مع “المستقبل”، حيث أصرّ ممثلو الحزب في كل مرة على البدء بتطبيق التهدئة الاعلامية والسياسية، ما يعني إسكات منابر الاعلام،
والطلب من بعض الرموز التي لا تزال تنتقد الحزب تخفيف لهجتها، وهو الأمر الذي رفضه ممثلو “المستقبل”، لأنه يتجاوز الهدف من تأليف حكومة ربط النزاع، إلّا إذا أراد الحزب الدخول في حوار حقيقي يشمل قتاله في سوريا وسلاحه المنتشر سواء على شكل “سرايا مقاومة” أو سلاحه الخارج عن سلطة الدولة.
وتشير الاوساط الى أنّ رد “حزب الله” على الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى تشكيل المجلس الوطني لـ”14 آذار” هو ردّ مؤجّل على كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، التي حدّد فيها ثوابت المرحلة ولاءاتها، وهي الكلمة التي شكّلت إطاراً وعنواناً حقيقيين لسقف العلاقة مع الحزب، حيث أعادت هذه العلاقة الى حجمها الحقيقي، من دون المبالغة في توقّع نجاح الخطط الأمنية التي تسير كالسلحفاة على أعتاب الضاحية، ومن دون الذهاب الى تكريس هدنة إعلامية وسياسية، لا مجال إلّا لرفضها باعتبار أنها ستشكّل قبولاً وتطبيعاً مع واقع يفرضه “حزب الله”، ويريده عنواناً لهدوء مزيّف سوف يزول عندما يُقرّر الحزب أنّ أوان المواجهة في لبنان قد حان، في حال تغيّر ميزان القوى في المنطقة لصالح إيران.