نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية قصة أحد الدواعش في محافظة الرقة شمال سوريا، يدعى عمر حسين، كان مختلفاً عن بقية الارهبيين بعض الشيء، فقد كان ظريفا ومهضوما، يخلط الإرهاب بالتسلية، رغم انه لم تبدو على وجهه ملامح ارهابي، وكان يطل عبر “تويتر” بتغريدات مسلية لمتابعيه، أو لمن يزورون صفحته. لكن الحساب اقفل ولم يعد له اي خبر. والحساب كان باسم ابو عولقي او @abu_awlaki_vii المعروف بلقب “أبو سعيد البريطاني”، وما زال موجودا مع بعض الصور والتغريدات التي نشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، التي قالت ان ابو سعيد البريطاني انضم الى “جبهة النصرة” في بداية حماسه التطرفي، ثم غيّر رأيه والتحق بـ”داعش”.
وأكثر ما حمله الى عالم الشهرة، هو ظهوره في نشرة أخبار “بي.بي.سي”، حيث صارح مستمعيه بأنه يكره بريطانيا التي ولد بعاصمتها قبل 27 سنة. سألوه في المقابلة: “ألا ترغب بالعودة الى بريطانيا؟”، فأجاب بما معناه: “هناك سبب واحد قد يجعلني أرغب بذلك، وهو عندما أنوي زرع قنبلة فيها”.
أما عن أسلوبه الفكاهي الخاص بالتوجه إلى الآخرين، من دون أن يعكس فيه عالم الإرهاب، فهو أسلوب خطير، لأنه يصور الحياة “الداعشية” وكأنها نزهة ممتعة، لكنه كان يتحدث في تغريداته عن صعوبات يواجهها شخصيا في حياته اليومية، ومن ضمنها معاناته حتى من تقشير البطاطا أو غسل الملابس. غرد مرة وقال إنه بقي 50 دقيقة لينهي تقشير 10 حبات فقط من البطاطا، لذلك أعلن عن حاجة إلى “صبي” ليساعده كخادم. قال أيضا إنه يحب الطهي وابتكار الوجبات، حتى أصبح: “ممن يصفهم قاموس أكسفورد برئيس الطباخين، وأنا فخور بنفسي”، مع ذلك كتب في تغريدة غيرها إنه أمضى 37 دقيقة لإعداد طبق تونا مقلية.
أما الصور، فنرى منها لقطتين لصالة ناد رياضي بمدينة الباب قرب حلب، وفوقهما غرد كاتبا أنه أمضى بعض الوقت هناك: “فشعرت كسوبرمان، ولا أحتاج الآن إلا صبيا يدلكني”. وفي صورة أخرى ظهر وهو يهمّ بالنزول الى حمام للسباحة، مع أنه يظهر فيها بالبنطلون وبقميص داخلي.
ويذكر عمر في تغريداته أنه يمضي وقته أحيانا بإطعام قطة أليفة يربيها، حيث يقيم في الرقة، واسمها لوسي، وعنها نشر صورة ظهر فيها ظل يده وهو يلقمها بالملعقة شيئا بدا كأنه قطعة حلويات أو آيس كريم راحت تتحسسها بلسانها، كما نشر صورة ظهر فيها وسط مجموعة من الأطفال، فتيان وفتيات بعمر الورود، بعضهم يمتشق السلاح، وكتب تحتها “هذه هي الطريقة التي نعلم بها أطفالنا في المدارس بالشام”.