طارق احمد شوقي
تظل مشكلة ندرة محطات البترول في الدوحة هاجساً يؤرق ملاك السيارات خشية نفاد البترول من سياراتهم، ومن ثم البحث عن أقرب محطة وقود التي تكون غالباً ما تكون على مسافة بعيدة، كما أن هناك خلل كبير في إستراتيجية توزيع محطات الوقود في الدوحة، والدليل على ذلك أن هناك مناطق تخلو نهائياً من محطات الوقود في حين نجد مناطق أخرى بها أكثر من محطة بل وقد تكون متقاربة جداً، والغريب في الأمر أننا نلاحظ بعض الطرق السريعة في الدوحة تخلو من محطات الوقود ومثالا على ذلك طريق الشمال.
وهنا تساؤل مع الجهات المعنية في الدولة إذ يجب على “شركة قطر للوقود” أن تعيد استراتيجيتها في انتشار محطات الوقود وتوزيعها بشكل مناسب، بحيث يجد من يريد تزويد سيارته بالوقود محطة قريبة منه، وأن تراجع التخطيط الحضري لمدينة الدوحة وضواحيها وتوزيع بناء المحطات على الأماكن الخالية من المحطات، وكذلك النظر بعين الاعتبار للطرق السريعة وتزويدها بمحطات مختلفة على طول الطريق، بما يعزز توفر الخدمات اللوجستية على جانبي الطرق السريعة في الدوحة.
كما أتوقف هنا أمام تصريح المهندس إبراهيم جهام الكواري الرئيس التنفيذي لشركة قطر للوقود، والذي يبين فيه أن هناك 12 محطة جديدة قيد التنفيذ، ومن المتوقع اكتمالها خلال العام الجاري أو بداية العام القادم مبينا أن شركة وقود” تنوي إقامة خطوط للفحص الفني في المحطات الحالية التي تتوافر فيها أماكن ملائمة للخدمة، بالإضافة إلى 10 مشاريع توسعة أوشكت على الاكتمال.
وقال أيضا أن شركة وقود تخطط لبناء 100 محطة وقود بحلول عام 2019، وذلك قبل استضافة قطر لمونديال 2022 وهو ما يشكل تحديا كبيرا للشركة في غضون المرحلة المقبلة، ويوجب عليها تسريع وتيرة الخطي وبذل المزيد من الجهود الحثيثة للانتهاء في الموعد المحدد. ومن خلال تصريحات المهندس الكواري نلاحظ أن شركة قطر للوقود انتهت من بناء 24 محطة وقود في جميع مناطق الدولة حسب قوله، والشركة بصدد بناء المحطة الـ 25، لكن المشكلة مازالت قائمة وهي قلة وجود المحطات في مناطق عديدة أو بالأحرى خلوها تماماً من محطات الوقود وكثرة المحطات في أماكن أخرى، يجب مراجعة التوزيع الجغرافي للمحطات على مدينة الدوحة وكل المدن والأحياء المجاورة لها، بحيث يتم سد العجز في الأماكن الأكثر احتياجا وفي نفس الوقت تنفيذ خطة الشركة لبناء محطات الوقود المعلنة.
ومن خلال أحاديث المهندس الكواري التي يصرح بها بين الحين والآخر لسوائل الإعلام المختلفة، وأن الشركة حصلت على أراض جديدة داخل الدوحة تم منحها للشركة من قبل الدولة لإقامة محطات وقود عليها، وسيتم الإعلان عنها قريباً، مؤكداً أنها مجموعة من الأراضي الجيدة والتي تغطي جميع أنحاء مدينة الدوحة، ونحن في انتظار الإعلان عن تلك المناطق التي نأمل أن تراعي كافة المناطق، بحيث لا يكون هناك خلل في خارطة توزيع المحطات ولكي نزفّ البشرى لكل ملاك السيارات، أن محطات الوقود ستكون في كل مكان ولكي تنتهي هذه المشكلة والتفرغ لحل مشاكل أخرى.
وأخيراً أقول إن محطة الوقود ليست فقط مجرد محطة لتزويد السيارات بالوقود، وإنما تقوم بتقديم خدمات متكاملة للمنطقة والحي وقاطني المكان والعابرون منه، حيث تقدم المحطة كافة الخدمات الأساسية من مواد بترولية ومواد تموينية من خلال سلسلة سدرة وغيرها، إضافة إلى الخدمات الأخرى كغسيل السيارات وغيار الزيوت وخدمة الصراف الآلي وغيرها من الخدمات الضرورية كــ”سوبر ماركت أو محل بقالة” والتي تلبي مطلبا ملحا للسكان والمقميمن، ولذلك يجب اختيار أماكن استراتيجية لمحطات الوقود في قطر بحيث يتم تفادي الزحام المروري وأيضا تلبية خدمة ضرورية للمواطن والمقيم بسهولة ويسر.