تتّجه الأنظار إلى المحكمة الدولية مجدّداً مع الشهادة التي سيقدّمها رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة عن الظروف والأسباب والاعتبارات والخلفيات التي قادت إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأهمّية شهادة السنيورة تكمن في اعتبارَين كما لفتت صحيفة الجمهورية:
الأوّل، علاقته الوثيقة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري التي جعلته حاملاً أسرارَه ومطّلِعاً على تفاصيل وخفايا المرحلة الممتدّة من مطلع التسعينات إلى لحظة اغتياله.
الثاني يتصل بأنّ المحكمة الدولية أقِرَّت إبّان رئاسته للحكومة وخوضِه أشرسَ المواجهات السياسية من أجل أن تبصِر هذه المحكمة النور. فالسنيورة سيشهَد عمَلياً للتاريخ، وإنصافاً لصديقِ عمرِه، ومن أجل إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة.
وعلى صعيد متصل، اكّدت مصادر مطلعة لصحيفة “الجمهورية” أهمية وقوف السنيورة امام قضاة المحكمة وما سيكشفه من حقائق، ورفضَت مصادر قريبة منه الدخول في تفاصيل الإفادة التي سيقدّمها، وأوضحت انه “سيجيب عن أسئلة المدّعين العامين والقضاة في المحكمة، ولن يكون له محاضرة يقرّر ما سيقول فيها مسبَقاً”.
ولفتَت الى انّ “السنيورة سيقول ما لديه من حقائق في كثير ممّا يعرفه عن أدقّ الأمور والوقائع التي سبَقت “جريمة العصر”، وسيقول ما يجب قوله بكل صدقية وشفافية.
من جهتها، اشارت أوساط سياسية بارزة قريبة من قوى 14 آذار لصحيفة “الراي” الكويتية الى انها “تستبعد تأثيراً دراماتيكياً لشهادة رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة امام المحكمة الدولية على استمرار الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، ولو ان هذه الشهادة ستكتسب قيمة مضافة في تحصين موقع السنيورة لدى “المستقبل” وزعيمه الرئيس سعد الحريري، بما يشكل رداً حاسماً على الحملات التي تستهدفه تحت عنوانٍ السعي الى التمييز بين السنيورة وقيادة “المستقبل”، وتصوير الاول على انه عنوان خط متطرف في التيار”.