وصف خبراء مصريون اتفاق سد النهضة الذي وقعه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع نظيره السوداني، عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، بأنه خطوة صحيحة نحو حل جذري لأزمة سد النهضة.
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور فاروق عبدالحي، إن أهم نقطة إيجابية في بنود الاتفاق الذي وقعته مصر اليوم، تتمثل في سد الثغرات التي كانت قائمة في المسار الفني للسد، وأهمها التأكيد على احترام إثيوبيا لنتائج الدراسات المزمع إتمامها.
هذا بالإضافة إلى تعهد الدول الثلاث بالتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوى في ضوء نتائج الدراسات، فضلا عن إنشاء آلية تنسيقية دائمة بين الدول الثلاث للتعاون في عملية تشغيل السدود بشكل يضمن عدم الإضرار بمصالح دول المصب.
ولفت إلى أن الاتفاق يؤسس ولأول مرة لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق فيما يتعلق بتشغيل السدود في الدول الثلاث، وهي خطوة في غاية الأهمية، وكان هناك احتياج لها على مدى السنوات الماضية، وخلال السنوات القادمة نتيجة الخطط المستقبلية لإقامة السدود في كل من إثيوبيا والسودان.
ويتضمن الاتفاق للمرة الأولى آلية لتسوية النزاعات بين مصر وإثيوبيا من ضمنها التشاور والتفاوض والوساطة والتوفيق، وكلها أدوات نص عليها القانون الدولي لتسوية أي خلافات قد تطرأ حول تفسير أو تطبيق بعض نصوص الاتفاق، ويعكس القبول الإثيوبي لهذا المبدأ قدرا كبيرا من الثقة والشفافية في العلاقة مع مصر لم تكن موجودة من قبل، ونجاحا حققته مصر في التقارب الحقيقي والعملي مع إثيوبيا.
وأوضح عبدالحي في حديثه لـ”العربية.نت”، أن الأزمة لم تنته بعد، ولكن هذه البنود هي بداية حقيقية للحفاظ على حقوق مصر في مياه نهر النيل، لافتا إلى أن هناك استعدادا لدى الجانب الإثيوبي لتجاوز الأزمة، خاصة أن الدول الثلاث أعلنت عن تعاون مشترك بما يحقق مصالحها.
وقال السيسي خلال توقيع الاتفاق، إن توقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم “خطوة أولى تحتاج إلى اتفاقيات تفصيلية أخرى، ونتطلع إلى أن يتحول إلى حقائق ملموسة في أسرع وقت”.
وتابع: “من الممكن أن نوقع اتفاقيات كثيرة، ولكن يبقى الأساس في أي اتفاق هو الاستعداد لتنفيذ هذا الاتفاق”، مضيفا: “إذا كان يمثل النيل وسد النهضة لإثيوبيا مصدرا للتنمية، فالنيل بالنسبة لمصر هو مصدر للحياة”. وشدد على التزام مصر بالتعاون مع دولتي إثيوبيا والسودان من أجل دعم اللجنة الفنية الثلاثية المتعلقة بالسد.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، إن بلاده ملتزمة بالمصالح المشتركة مع كل من مصر والسودان، متعهداً بعدم إلحاق الضرر بأي منهما.
وتابع: “حققنا خطوة جديدة من خلال الاتفاق على إعلان المبادئ حول النهضة، هذا هو الأساس الذي سنبني مستقبلنا واتفاقيتنا عليه”.
وأوضح: “سد النهضة الإثيوبي مشروع يمكن أن يبلور أساسا لتعاون إقليمي، وإثيوبيا تبدي التزامها بالتعاون القوى بين الدول الثلاث، ونحن إذ نوقع على الوثيقة نؤكد استعدادنا والتزامنا بالمصالح المشتركة بين الدول الثلاث، ونقول إن تشييد سد النهضة الإثيوبي لن يسبب أي ضرر لأي من مصر والسودان، وتحديدا شعب مصر”