استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها بالاستماع الى شهادة رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة، الذي استهلها بالحديث عن علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قال انه كان يعرف الأخير منذ كان تلميذا في مدرسة “المقاصد”، لافتا الى ان المعرفة كانت محدودة الى ان توثقت بعد ذلك في مطلع الستينات حيث كانا سوية في حركة القوميين العرب.
ولفت السنيورة الى ان اهتمامه بالعمل السياسي بدأ منذ كان طفلا ولكن لم يكن يسعى يوما ان يكون مشاركا في عمل سياسي وأن يصبح وزيرا الى ان عرض عليه الحريري منصب وزير للمالية.
واوضح ان الحريري كان يؤمن بقضية وهي قضية لبنان وكان حريصا ان يتقدّم على هذه المسارات، مشيرا الى انه اتى من بيئة متوسطة الحال وهو كان مؤمنا بلبنان وباستقلاله وبسيادته وبانتمائه الى العالم العربي، وقال: “الحريري كان مؤمنا بأهمية العمل لتحسين أوضاع لبنان وعندما حقق اول مبلغ في حياته كان همه كيفية اعادة بناء مدرسته”.
ولفت الى ان الرئيس الشهيد اراد ان يبذل ما توفر لديه من موارد من اجل ان يسهم فيها بتحسين قدرات الناس والشباب بالتحديد، منوها بفرادته حيث قام بتبني 35 الف شاب وشابة من شتى المذاهب والاديان، وأضاف: “بذل الحريري كل جهد ممكن لتعزيز العمل الاجتماعي في لبنان من اجل تحسين ظروف عمل الشباب وفتح فرصة امامهم لتلقي تعليما كريما”.
واشار السنيورة الى ان الرئيس ترعرع على الانفتاح والحريات والتنوع والديموقراطية، لافتا الى ان علاقته به كانت وثيقة جدا فيها الصداقة والمحبة والتشارك في المبادىء ومبنية على الصداقة الحقة والثقة.
اما عن علاقة الحريري بسوريا، اوضح السنيورة انه عام 1997 كانت العلاقة بين الرئيس الحريري والنظام السوري تمر بفترات توتر وتحسن، حيث كانت هناك جولات وصولات عديدة من التدخلات المختلفة عبر الجهاز الامني السوري بالتعاون مع بعض المسؤولين الأمنيين التابعين لهم في لبنان.
وأضاف: “في الفترة التي سبقت 1992 كنت التقي احيانا بالحريري بسبب الظروف الأمنية غير الملائمة في سوريا وكنت اعلم منه الجهود التي يبذلها من اجل لبنان من جهة وما كان يقوم به بالتواصل مع الرئيس حافظ الاسد مباشرة وكنت اعلم الدور الذي لعبه في التوصل لاتفاق الطائف والغاء اتفاق 17 أيار”.
وكشف السنيورة ان اللواء غازي كنعان عن طريق مندوبه في بيروت “ابو عبدو” اي رستم غزالة كان من يضع أسماء الوزراء في الحكومة، وأضاف: “اذكر بالذات انه في تأليف الحكومة الثالثة عام 1977 عبّر الحريري عن ضيقه وعدم تقبله لفكرة فرض مجموعة من الوزراء عليه وبالتالي قال انه عندما تلقى لائحة بالاسماء من سوريا انه سيذهب للقاء الأسد، وبالفعل ذهب للقاء حافظ الاسد الذي قال له وقتها: “انت كتافك عراض وتتحمل المسؤولية”.
ولفت السنيورة الى ان الحريري ناقش مع كنعان موضوع الاسماء المقترحة لحكومة عام 1997 لكنه لم يصل الى نتيجة معه وتم اعتماد اللائحة التي اقترحها كنعان وغزالة في نهاية المطاف.
وأشار الى انه عرف الدكتور غازي يوسف في فترة السبعينات كطالب في الجامعة الاميركية حيث كان استاذا له، وقال: “أوصيت بغازي يوسف لدى الحريري كمرشح لمجلس النواب. كان هناك معارضة مرة ثانية من خلال النظام الامني السوري لترشح غازي يوسف للنيابة، والحريري اتصل بي واخبرني عن هذه المعارضة وتمنى لي ان انقل هذا الكلام ليوسف”.
وأعلن ان ناصر قنديل وضع على اللائحة عام 2000 بطلب من النظام الامني السوري، والحريري كان متضايقا وغاضبا جدا لكنه اضطر للموافقة”. وقال: “كان النظام الامني يعتبر ان قنديل افضل من يمثلهم، لذا اصروا على ان يكون نائبا على لائحة الحريري”.
واضاف: “كان ثمة من يأخذ التعليمات وينفذها ويوصل الأخبار ويعطي الصورة التي يريدها النظام السوري، وليس هذا من طبيعة غازي يوسف، بينما ناصر قنديل، كل من يعرفه سابقا واليوم، فانه فضل من يمثل النظام”.
واكد السنيورة ان قبضة النظام السوري كانت قوية جدا، وليس هناك من امر يمكن ان يتم في لبنان من دون تدخل منه.
وأعلن ان الحريري كان يؤمن بعلاقات سوية مع سوريا، لانه كان يميز بين النظام وسوريا البلد.
وأشار السنيورة الى ان الرئيس اميل لحود ابلغ الرئيس الحريري عدم السير في اي من الاصلاحات التي اعدت على مدى 5 سنوات من 1993 حتى 1998، وقال: ” لحود كان يظن دائما ان هناك امرا مخفيا يخفيه الحريري يخدم مصالحه الشخصية وشعبيته السياسية”.