كشفت أوساط مواكبة لتحركات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لصحيفة “النهار” أن “الاخير في صدد دعوة سفراء الدول الخمس الكبرى الى الاجتماع في بكركي ليطلب منهم التحرك في اتجاه الدول المعنية بالاستحقاق الرئاسي من أجل الدفع نحو عملية إنجاز هذا الاستحقاق.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خيارات أخرى كانت مدار بحث وأبرزها دعوة القيادات المارونية الاربع للاجتماع مجدداً في الصرح البطريركي للبحث في آلية الترشح والانتخابات، أو إرسال لجنة من جانب البطريرك الى هذه القيادات للتشاور معها، لكن الراعي صرف النظر عنها لعدم وجود معطيات تفيد أنها ستثمر نتيجة سواء من حيث الاستجابة أو من حيث الفائدة.”
وأشارت الى أن تحرك الراعي المستجد هو نتيجة حرصه على القيام بخطوة ما قبل توجهه الى فرنسا الشهر المقبل حيث سيطرح مع المسؤولين هناك الملف الرئاسي إنطلاقا من أن المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو بادر الى تحريك هذا الملف داعيا اللبنانيين الى ملاقاة التحرك الخارجي على هذا الصعيد.
من جهتها، اشارت مصادر وزارية مسيحية لصحيفة “السفير” الى أن الشهر المقبل سيشهد حراكاً سياسياً داخلياً وخارجياً بشأن الاستحقاق الرئاسي من أجل خلق ضغط على القوى السياسية المحلية وعلى الدول المعنية، ومن المقرر أن يكون البطريرك الماروني بشارة الراعي عماد هذا التحرك عبر سلسلة اجتماعات يعقدها في بكركي مع عدد من سفراء الدول المعنية، لحضهم على التحرك وممارسة الضغوط لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، كما يدرس فكرة تشكيل لجنة من معاونيه تجول على القيادات السياسية بهدف حثها على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وأضافت المصادر أن البطريرك الراعي سيسافر إلى فرنسا في شهر نيسان المقــبل لاستطلاع امكانيات عــودة التحــرك الفرنسي لدى الدول الاقليمية المؤثرة في الانتخــابات الرئاســية بما يســهم في تحرك الملف مجدداً.
لكن المصادر نفسها أوضحت ان التحرك الجديد قد لا يأتي بنتيجة لكنه “ضروري لإبقاء شعلة الاستحقاق الرئاسي متقدة”!
بدورها، اشارت صحيفة “الراي” الكويتية إلى بروز عاملي توتر رئيسيين يزيدان من التعقيدات المتصلة بأزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية المستمر منذ 25 أيار الماضي، والذي يستجرّ تداعيات تصيب “ماكينة الحكم” على مختلف مستوياتها (التنفيذية والتشريعية). وهذان العاملان هما:
“النقزة” التي تثيرها لدى “قوى 14 آذار” المواقف الايرانية المتصاعدة حيال مقاربة طهران- التي تقترب من حسم مصير ملفها النووي- للواقع في المنطقة خصوصاً لبنان عبر إظهار انها صاحبة “الإمرة” فيه، سواء من خلال الكلام عن “الامبراطورية الايرانية” والتباهي بأنها صاحبة النفوذ في 4 عواصم عربية (بغداد، بيروت، دمشق وصنعاء) او عبر ما نُقل عن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني من أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها.
ارتياب “فريق 8 آذار” من مسار المحكمة الدولية الخاص بلبنان التي تتولى النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا سيما مع بدء رئيس “كتلة المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة الادلاء بشهادته امامها في لاهاي، وسط حملة غير مسبوقة طاولته من قوى الثامن من آذار ملوّحة بانعكاسات لما سيدلي به السنيورة على الحوار الجاري بين “حزب الله” و”يار المستقبل”، والذي كان نجا قبيل جولته الثامنة التي انعقدت الاسبوع الماضي من”مطب” هو الأخطر منذ انطلاقته على خلفية الهجوم على السنيورة و”14 آذار” غداة ذكرى “انتفاضة الاستقلال.