يترقّب اللبنانيون ملف المفاوضات النووية الاميركية الإيرانية وانعكاساته على لبنان، وكأن فيه الجواب الشافي لكلّ علات نظامهم السياسي، تحديداً على مستوى الرئاسة المجمّدة في ثلاجة الفراغ إلى اجل غير مسمّى.
وبانتظار جلاء المشهد النووي، وتموضع القوى الكبرى في العالم لمعرفة البر الذي سوف ترسي عليه كرسي الرئاسة اللبنانية تماشياً مع هذا المحور أو ذاك.
وفي هذا السياق، رأى مصدر سياسي لـ”النهار الكويتية”، أن استعجال الحديث عن هذا الملف يعني ضمناً ترجيح استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة إلى حينه، ويعني تالياً وبطريقة غير مباشرة، عدم تفاؤل محور “حزب الله” – “التيار الوطني الحر”، بحتميّة التوصل الى اتفاق نهائي وشامل في الملف النووي كما يوحي البعض.
ولفت المصدر، الى ان العماد عون يخشى ضمناً من مخطّط لتفريغ لبنان من مسيحييه، الموارنة تحديداً بصيغة الفراغ يجرّ الفراغ، بعد ان ثبت للعالم ان موارنة لبنان هم الأكثر تمسّكاً بالارض والهويّة بين مسيحيي الشرق ويتابع، انه في هذه النقطة بالذات يلتقي العماد عون و رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع عند الهاجس الطائفي نفسه، من هنا كانت مبادرة “القوات اللبنانية” إلى إضافة بندٍ يحمل الرقم 18 إلى “ورقة إعلان النيات” التي كان “التيار الوطني الحر” أرسلها الى معراب لإبداء الملاحظات حولها وردّها للعماد عون، تمهيداً للقاء ثنائي ينتظر عقده بين الرجليْن.
وقال المصدر:ان تطرّق “القوات” لموضوع الهويّة والأرض بمثابة العزف على الوتر الاكثر حساسية لدى الجنرال عون، الذي يبحث لنفسه منذ عودته من المنفى عن دور مسيحي مشرقي يفوق حدود السياسة اللبنانية وزواريبها امّا ملف الرئاسة، فهو العقدة الوحيدة التي لايسع الجنرال تخطّيها لأنه يرى فيها المجال الأرحب لتحصيل حقوق المسيحيين وإرساء نهج جديد في الممارسة السياسية عنوانه التغيير والإصلاح لكل الهريان الذي اعترى الطبقة السياسية المتحدّرة من زمن الحرب.
وختم المصدر، بأنه من هذا المنظار يمكن القول ان نتائج الحوار المسيحي ستكون مبهرة على مستوى تكريس نمط جديد من العلاقات السياسية بين “التيار” و”القوات” من جهة وبين الحزبيْن والقاعدة المسيحية من جهة ثانية، غير انها لن ترقى الى مستوى حلّ معضلة الرئاسة.