ذكرت صحيفة “النهار” ان قمة روحية ستعقد الاثنين المقبل في بكركي، وستكون مقدمة لتحرك جديد تقوم به البطريركية المارونية للدفع مجدداً في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، لكن التحرك السياسي مؤجل الى ما بعد عيد الفصح.
وسيوجه المجتمعون رسالة الى المسؤولين لتصويب السياسات المتبعة لخدمة المواطنين، وتفعيل الحوارات الآيلة الى اراحة الوضع العام، وعدم استجرار التدخلات الخارجية الى لبنان.
إلى ذلك، وسط مراوحة واضحة في كل ما يتصل بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، بدأ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الإعداد لعقد لقاء في بكركي لسفراء الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، من اجل مطالبتهم بالضغط على القوى الإقليمية لتسهيل إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
ورغم ان خطوة دعوة سفراء الدول الكبرى الى بكركي قد لا تؤتي النتائج المرجوة منها، فان البطريرك سيثبت عبرها، في رأي هذه الأوساط لصحيفة “الراي” الكويتية، انه “لم يوفّر ولن يوفّر مسلكاً إلا وسيواظب عليه لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، كما ان ذلك سيشكّل رسالة الى القوى الداخلية بأنها لا تملك قرارها، ولذا يلجأ البطريرك الى الدول المؤثرة”.
وترسم الاوساط لوحة قاتمة للتطورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، اذ تلاحظ ان اللاعبين المسيحيين يزدادون تشتتاً وضياعاً وفقداناً لأيّ قدرة على التحكم بواقع الأزمة تحت وطأة اشتداد الصراع الاقليمي الذي يعطّل هذا الاستحقاق اللبناني الدستوري.
وتشير الى أن ما يجري من توظيف لترشيح زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون الذي بات يوصف علناً بانه مرشح محور الممانعة الايرانية ـ السورية من جهة، والحديث عن “فيتو” سعودي عليه من جهة أخرى، على غرار ما يدأب إعلام قوى 8 آذار عليه، يؤكد انفلات زمام القدرة الداخلية على إحداث اي ثغرة قريباً في جدار الأزمة، كما ان ما يساق عن الحوار بين الفريقيْن المسيحييْن اي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بات أشبه بملء الوقت الضائع والفراغ بعملية لا يبدو انها تقنع بكركي بجدّيتها، اقلّه لجهة التوصل الى توافق محتمل على اسم مرشح توافقي او تزكية احد الزعماء الموارنة للرئاسة.”
من جهتها، أعربت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة “اللواء” عن اعتقادها بأن هناك حركة ما تجري على صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي، وأن المواضيع المطروحة على بساط البحث قد تكون مقدمة للوصول الى اتفاق على هذا الملف، مشيرة إلى إمكانية الوصول إلى تفاهم على “سلة متكاملة”.
لكنها لفتت إلى أن ما من شيء مؤكد أو محسوم بعد، لكن الاعتقاد ميال الى هذا التوجه، استناداً الى المتغيرات الإقليمية والدولية”.