هل تتحوّل نعمة توفير التيار الكهربائي 24 ساعة على 24، والتي كان ينتظرها العكاريون خصوصاً واللبنانيون عموماً منذ عام 2004 مع انتهاء عملية ربط أنابيب الغاز السورية – اللبنانية لتشغيل محطات التوليد الكهربائية في دير عمار، نقمة؟
سؤال بدأ يطرح نفسه منذ بداية الأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من 4 أعوام، الأمر الذي أخّر عملية ضخ الغاز الى محطة دير عمار لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي تعمل حالياً على الفيول أويل، ما يعني انتاج قدرة تشغيل بنسبة 40% فقط من طاقتها الاساسية في حال تم تشغيلها على الغاز. وتكمن الخطورة في أنَّ أنابيب الجرّ تحوي كميات هائلة من الغاز والتي تمّ ضخها فيها مع انتهاء تجارب التشغيل. ويرى الخبراء أنَّ عملية افراغ هذه الانابيب امر بالغ التعقيد، ولا بدّ في حال حصوله، من أن يلحق ضرراً كبيراً في انابيب الضخ والمحطات الرابطة.
توازياً، ليسَ معروفاً ما هي الخطة التي وضعتها وزارة الطاقة لضمان حماية هذه الانابيب التي جرى مدها بالتوازي مع حرم السكة الحديد التي كانت تربط حمص بطرابلس، علماً ان خطوط ضخ البترول تسير بالتوازي مع الخطين “السكة الحديد وخط انابيب الغاز”.
والمقلق أنَّ تعديات كبيرة تطالُ حرم هذه الخطوط التي تعبر سهل عكار ومناطق المنية ودير عمار والبداوي، وأنَّ قسماً كبيراً من خيم اللاجئين السوريين قد نصبت فوق خطوط الجر.
في هذا السّياق، علمت “النهار” أنَّ ثمّة لقاءات تعقد خلف الكواليس بين الجهات المعنية في وزارة الطاقة المشرفة عملياً على أنابيب ضخ البترول والغاز، والقيادات المسؤولة في طرابلس وعكار والبلديات التي تقع خطوط الجر ضمن نطاقها الجغرافي.
يُشارُ الى أنَّ شركة “حاوي اخوان” المتعهدة مشروع مد خط أنبوب الغاز السوري – اللبناني (GASYLE)، انهت مد انابيب الغاز أواخر تموز 2004 ، بعدما أنجزَ الجانب السوري مدّ الخط من محطة بانياس الى نقطة العبودية مع لبنان، بطول 12 كيلومتراً. وقد بلغَت الكلفة الاجمالية لهذا المشروع 17٫5 مليون دولار، باشراف الشركة الاستشارية “كيرشنر” الألمانية والمصمم المتعاقد مع شركة “حاوي اخوان” UKRAGAZPROJEKT الأوكرانية.
ويبلغُ طول خط انابيب الغاز “الـ24 إنشاً” (31٫5 كيلومتراً) وهو يمتد من نقطة العبودية الحدودية عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير حيث انشئت محطة الربط الاساسية مع الجانب السوري من المشروع، ويعبر سهل عكار وصولاً الى مصفاة النفط في منطقة البداوي “شركة منشآت النفط”. وهي ممدودة على اعماق متفاوتة بين مترين و5 امتار تحت الارض.
كما أنَّ ثمة خطاً ثانياً هو خط الـ”10 انشات” طوله (1500 متر)، يمتد من مصفاة النفط في البداوي الى معمل دير عمار الكهربائي، وهناك 16 محطة تم تركيبها على طول هذا الخط في حال حصل أي عطل تقني.
ووفق مصادر الشركة المنفذة، فإنَّ الأنابيب الموضوعة قادرة على استيعاب كميات الغاز الكافية لمعمل دير عمار وحاجات لبنان في المستقبل المنظور، إذ ان المشروع مصمم لاستقبال 6 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي.
مع الاشارة الى أنَّ الاتفاق اللبناني – السوريGASYLE، يقضي بأن تزود سوريا لبنان كمية من الغاز الطبيعي في حدود الثلاثة ملايين متر مكعب يومياً في المرحلة الأولى، لترتفع الى 6 ملايين في المرحلة الثانية. ووفق الدراسات للجدوى الاقتصادية للمشروع الذي يستخدم الغاز أويل، فان فاتورة الكلفة ستنخفض 40% تقريباً، الامر الذي من شأنه تغطية كلفة رسم عبور الغاز عبر الاراضي السورية من مصر”خط الغاز العربي” والذي فرضته سوريا ويبلغ مليون دولار شهرياً.