Site icon IMLebanon

“عاصفة الحزم” أشعلت النفط والذهب وضربت البورصات

dubai-stock-exchange
“عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبمشاركة عشر دول وبمباركة غربية ستكون على رأس بنود القمة العربية المقررة يوم السبت في شرم الشيخ، وقد يشكل موضوع اليمن بحسب المحللين مختبرا واقعيا بالنسبة للقوة المشتركة التي تم اقتراحها مبدئيا لمواجهة تهديدات التنظيمات المتطرفة.
ويهدف مشروع القوة المشتركة الذي طرحته الجامعة العربية الى “محاربة المجموعات الارهابية” وتنظيم “داعش” بشكل خاص. لكن الخبراء يرون فرصا ضئيلة في تشكيل القوة المشتركة سريعا بسبب الانقسامات السائدة بين الدول العربية.
وتشارك السعودية في العملية بـ 100طائرة حربية اضافة الى 85 طائرة حربية من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب والسودان.
وفي افتتاح اجتماعات وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ تمهيدا لقمة السبت، اعرب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن “التاييد التام” للعملية.
وفي المقابل سارعت ايران لشجب الهجوم على الحوثيين مطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، مؤكدة انها ستبذل كل الجهود اللازمة للسيطرة على الأزمة.
اقفال موانئ ومطارات
اقتصاديا اعلن صندوق النقد الدولي ان مراجعة برنامجه لاقراض اليمن تأجلت إلى أن يصبح الوضع على الارض اكثر وضوحا، فيما قالت مصادر محلية وفي قطاع الشحن إن اليمن أغلق كل موانئه الرئيسية بعد العملية بسبب تفاقم الصراع، كما ظل مطار عدن مغلقا وألغيت كل الرحلات. كما ألغت السعودية الرحلات الجوية الى المطارات الواقعة في جنوبها.
اسواق المال الخليجية
أسواق المال وبورصات السلع بشكل خاص تأثرت أيضا بأحداث اليمن، حيث افتتحت معظم الاسواق الخليجية على تراجعات حادة تجاوزت 5.5% في دبي والسعودية، لكن حالة الهلع لم تدم طويلا حيث تمكن السوق السعودي من استعادة جميع خسائر الجلسة، ويقفل في المنطقة الخضراء بعدما كان هوى الى مستويات 8500 نقطة.
ايضا أنهت سوق دبي تداولاتها على تراجع نسبته 0.8% كما مؤشرا قطر والبحرين في حين انهت اسوق الكويت وسلطنة عمان تداولات جلسة الخميس على خسائر فاقت 2.5%.
وقد عزا بعض المحللين أسباب ذعر المتداولين وتراجعات الاسواق الى احتمال ان تضعف الحرب ثقة المستثمرين الدوليين في منطقة الخليج، كما انها قد تشكل تحديا أمنيا محليا للسعودية وتبدد الفوائد الاقتصادية المرجوة لدبي وسلطنة عمان من تقارب محتمل مع إيران إذا أبرمت طهران إتفاقا دوليا ينهي النزاع حول برنامجها النووي.
لكن مؤشرات أخرى في السوق لم تتأثر بشكل يذكر، فقد شهدت السندات الخليجية تحركات محدودة للغاية، فيما تكاليف التأمين على الديون السيادية ارتفعت بشكل طفيف جدا.
ويرجع مديرو صناديق ومحللون عدم تأثر هذه المؤشرات إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي أظهرت في الأعوام القليلة الماضية قدرتها على حماية اقتصاداتها من التهديدات الجيوسياسية مثل الاضطرابات في العراق وانتفاضات الربيع العربي في 2011.
ولا يتوقع مدراء محافظ كبيرة من أن يؤدي الصراع في اليمن إلى إعادة تقييم واسعة النطاق للاستثمارات في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويؤكد الخبراء إن انكشاف دول مجلس التعاون الخليجي على اليمن من الناحية الاقتصادية يكاد يكون معدوما وربما أقل من العراق حيث تمارس بعض شركات الطاقة والاتصالات الخليجية عمليات كبيرة تأثرت على مدى الأشهر السابقة.
فيما يرى آخرون وقياسا على أزمات جيوسياسية سابقة فإن اقتصادات الخليج ربما تستفيد بالفعل من الصراع في اليمن إذا دفع ذلك أسعار النفط للصعود وزادت إيرادات الصادرات.
ونقلت وكالة رويترز عن نائب رئيس مجموعة المخاطر السيادية لدى “موديز لخدمات المستثمرين” إنه إذا تم احتواء الصراع في اليمن فلن تغير الوكالة تقييمها للمخاطر الجيوسياسية التي تتهدد دول مجلس التعاون الخليجي.
أسعار النفط
وفي مقابل تراجع البورصات العربية، سجلت اسعار ارتفاعا مدعومة بالوضع الجيوسياسي وتطورات اليمن خصوصا وتراجع سعر صرف الدولار.
وسبب قرب اليمن من السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم هلع الاسواق في ظل مخاوف من تعرض المملكة لمخاطر، فيما ظهرت مخاوف أكبر على الامدادات النفطية الخليجية الى الغرب حيث يخشى المستثمرون من تعرض المسارات البحرية للنفط التي تمر على طول الحدود اليمنية لاضطرابات خصوصا مضيق باب المندب الذي اصبح في مرمى الحوثيين.
وفي هذا السياق قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن الجيش الأمريكي سيعمل مع شركاء خليجيين واوروبيين لضمان بقاء مضيقي باب المندب وهرمز مفتوحين امام حركة الملاحة التجارية.
الذهب
وواصل الذهب مكاسبه للجلسة السابعة في أطول موجة صعود منذ 2012 محلقا فوق 1204 دولارات للاونصة.
وسائل التواصل الاجتماعي
وأثارت “عاصفة الحزم” حماس المغردين على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، حيث احتل “هاشتاغ” حمل اسم العملية “عاصفة الحزم” المركز الأول عربيا والثاني عالميا، وبلغ عدد المشاركات فيه نحو مليون ونصف المليون تغريدة، شارك بها كتاب وسياسيون وإعلاميون ومفكرون من كافة الدول العربية.