تتواصل منذ منتصف الليلة الماضية الغارات الجوية التي تشنها عشر دول بقيادة السعودية تحت اسم “عاصفة الحزم” على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في مناطق مختلفة من اليمن.
وقد شملت الغارات المتواصلة مواقع عسكرية في صنعاء إضافة إلى المطار، وقد دمرت أربع طائرات للحوثيين، كما استهدفت الغارات مخازن للأسلحة في صنعاء ومقر قيادة قوات الاحتياط في جنوب صنعاء.
في حين اشتعلت النيران في دار الرئاسة في صنعاء التي إستولى عليها الحوثيون إثر قصف جوي.
وشمل القصف أيضًا غرفة العمليات المشتركة للقوات الجوية في صنعاء ومعسكر ريمة حميد في منطقة سنحان معقل الرئيس المخلوع جنوب صنعاء وقاعدة العند الجوية شمال عدن.
واذ أكد وزير خارجية اليمن ان “عاصفة الحزم” اضطرارية وان الباب مفتوح للحوار، أعلنت الخارجية الاميركية ان واشنطن تفضل حلا من خلال التفاوض في اليمن لكنها تتفهم المخاوف السعودية التي أدّت الى تحرك عسكري.
من جهته اكد رئيس الجامعة العربية نبيل العربي ان التدخل في اليمن جاء لصيانة الأمن القومي العربي، معلنًا موافقة وزراء خارجية العرب على مشروع قرار بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة.
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية الموقتة المعترف بها دوليا، اليوم، “تأييدها المطلق” للعمليات العسكرية العربية التي انطلقت في اليمن.
من جهته، أعلن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ان بلاده مستعدة لتقديم دعم لوجستي لـ”عاصفة الحزم”، وعلى إيران والجماعات الإرهابية الانسحاب من اليمن.
ورأت مصر التي تشارك في العملية بـ 16 طائرة مقاتلة وفرقاطة بحرية، انه كان حتميًا تلبية نداء الشعب اليمني.
هذا وشدد رئيس وزراء باكستان على أن أي تهديد لسلامة السعودية سيثير “ردا قويا” من باكستان.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف للامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض وحدة وسيادة اليمن مؤكدا شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكان الرئيس اليمني وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، حسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مسا اليوم الخميس.
وأوضحت الوكالة أن هادي وصل إلى السعودية، وكان في استقباله في مطار قاعدة الرياض الجوية وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان .
واذ أعلنت ايران على لسان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي أن”دخان هذه النار سيرتد على السعودية لان الحرب لا تنحصر في مكان واحد فقط ونأمل في تعليق هذه العملية العسكرية فورا وتسوية المشكلة عبر الوسائل السياسية”. استدرك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف داعيًا الى وقف العمليات العسكرية السعودية معتبرا انها انتهاك لسيادة الدولة. وقال: “سنبذل الجهود لـ “احتواء الأزمة” في اليمن”.
من جهته، أعلن وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، اليوم، ان بلاده “ترفض التدخل العسكري الاجنبي في اليمن، وتؤيد الحلول السلمية للنزاع في هذا البلد”.
الجعفري قال من شرم الشيخ: “لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الاجنبي”، مضيفًا: “نحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول مهما كان الثمن لان ذلك من شأنه ان يعقد الموضوع”. وتابع: “نحن مع الحلول السلمية، مع عدم التدخل الاجنبي”، موضحا ان بلاده “لم تكن على علم بالعملية العسكرية في اليمن.
وشدد النظام السوري على ضررورة احترام سيادة اليمن واستقلاله ووحدته أرضا وشعبا، داعيًا الأطراف اليمنية إلى الحوار فيما بينها للتوصل إلى حل سياسي يلبي إرادة وتطلعات الشعب اليمني، وطالب المجتمع الدولي باحترام هذه الإرادة.
أما “حزب الله” فقد دعا الى وقف “العدوان السعودي- الأميركي الظالم” على اليمن فورًا.
وكانت دول عربية على راسها السعودية أطلقت منتصف ليل الاربعاء – الخميس عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين بهدف الدفاع عن “شرعية” الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.
وبدأت العملية في وقت كان الحوثيون قاب قوسين او ادنى من السيطرة على مدينة عدن الجنوبية الى لجأ اليها هادي واعلنها عاصمة موقتة للبلاد بعدما خرجت صنعاء عن سيطرته..
وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الناطقة باسم جماعة الحوثي، إن الغارات التي نفذتها السعودية فجرًا أودت بحياة 18 شخصا إلى جانب إصابة 24 آخرين بجروح. الوكالة قالت: “إن أغلب الضحايا من المدنيين وأكثرهم من النساء والأطفال.”