تشكل الحملة العربية الدولية دفاعاً عن الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، الخطوة الأولى للهجوم المضاد لدول الخليج العربي في مواجهة التمدد الإيراني الفاقع في هذا البلد، بجوار الحدود مع دول مجلس التعاون. فالحوثيون تجاوزوا منذ زمن الخطوط الحمراء الداخلية، في اجتياحهم للمدن والقرى وإطاحتهم بخصومهم، إلا أنهم في الأيام الماضية، ذهبوا أبعد من ذلك وتجاوزوا الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية.
وقال ديبلوماسي عربي في بيروت لصحيفة “السياسة” الكويتية إن التمدد الإيراني الذي يهدد فعلياً أمن الخليج، يريد إرساء معادلات قائمة على الفوضى، بهدف استغلالها لإسقاط الأمن الوطني الخليجي أولاً، والأمن القومي العربي لاحقاً. وكان لا بد لدول مجلس التعاون أن تتصدى لذلك، من خلال وضع حد للفوضى المسلحة في اليمن والتي باتت تهدد بالانتقال إلى دول الجوار.
ولفت إلى أن التراخي في الموقف الأميركي المنشغل بالمفاوضات النووية في مواجهة طهران وجماعتها في اليمن، أي الحوثيين، أوصل الأمور إلى نقطة خطيرة، ما تطلب موقفاً خليجياً وعربياً حازماً، بدأت أولى إجراءاته العملية بالعملية الجوية والتي قد تتحول إلى حملة برية، تهدف إلى تكريس الحكم الشرعي لليمن. وقد لاقى التحرك الخليجي دعماً دولياً، في طليعته الولايات المتحدة التي وصلت مـتأخرة، لكن وصولها المتأخر أفضل من عدم التدخل، إضافة إلى فرنسا ودول أخرى.
والدلالة الأهم للتأييد الأميركي، هي نسف مزاعم طهران التي روجت لنظرية, أن الاتفاق النووي لو حصل، سيشمل كل ملفات المنطقة، بحيث يتم التسليم بالنفوذ الإيراني في الدول العربية.
وتوقع المصدر أن ينقلب المشهد اليمني بعد الحملة الخليجية التي بدأت دفاعية، ولكنها ستتحول مع الوقت إلى هجومية، تنهي نتائج الاجتياح الإيراني المقنع, وتجهض الانقلاب الحوثي، وتعيد إرساء معادلة سياسية يمنية متوازنة, لا تستبعد أحداً من المكونات اليمنية.
وختم المصدر الديبلوماسي بالقول: يخشى أن تعمد طهران إلى تصعيد المواجهات في عدد من الدول الأخرى، مثل لبنان وسورية، إذا شعرت أن نفوذها في اليمن في خطر. وهذا ما يتطلب موقفاً دولياً وعربياً حازماً، بالمضي، أولاً، في حرب تخليص اليمن، وثانياً، تحصين الدول العربية الأخرى التي تواجه التدخلات الإيرانية.