سعيد السلطاني
أكد مختصون ل «الرياض» أن التهديدات غير المنطقية على باب المندب لن تستمر في ظل إجماع دول العالم على أهميته التجارية، مشيرين إلى أنه بوابة عبور إستراتيجية للحركة التجارية العالمية، ولن تسمح دول العالم مجتمعة بالسماح للقوى السياسية أو بعض الدول بالعبث باقتصادها.
وبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في عام 2013م أن كمية النفط التي تعبر يومياً عبر «باب المندب» تقدر بنحو 3.4 ملايين برميل نفط يومياً، بما يوازي 6 بالمئة من تجارة النفط العالمية سنوياً، ومن هذا المنطلق تأتي أهميته الإستراتيجية العالمية.
ويعتبر باب المندب ممرا مائيا يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ويشترك في حدوده البحرية مع اليمن كل من أريتريا وجيبوتي، ولكن بغض النظر عن ذلك يعتبر المضيق بوابة عبور 8 بالمئة من حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى 4 بالمئة من واردات النفط والمنتجات البترولية في العالم تنقل عبر ذلك المضيق، ومن التأثيرات المحتملة في حالة إغلاق «باب المندب» منع ناقلات الخليج العربي من الوصول إلى قناة السويس، كما لن تصل تدفقات النفط من اوروبا وشمال إفريقيا بشكل مباشر إلى الأسواق الآسيوية بالإضافة إلى إجبار شركات النقل على رفع تكاليف التأمين وقطع رحلات طويلة من أجل نقل نفط الشرق الأوسط عبر الناقلات مما يرفع اسعار النفط العالمية.
وقال الدكتور محمد السهلاوي استاذ اقتصاديات الطاقة والمالية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تأتي أهمية «باب المندب» الإستراتيجية كونه يربط دول الخليج بخليج عدن والمحيط الهندي مع البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر قناة السويس، وتنقل عبره نسبة كبيرة من الصادرات الخليجية إلى قناة السويس عبر هذا الباب، مؤكداً أن التهديدات ستنتج تداعيات سلبية لحركة التجارة العالمية عبر هذا الباب وسيمثل خطراً على تدفق حركة التجارة العالمية وخاصة «النفط»، مشيراً إلى أن باب المندب له مكانة تاريخية وإستراتيجية للمملكة ودول الخليج ودول افريقيا وخاصة مصر وكذلك دول العالم على مدى التاريخ، حيث بدأت فيه الملاحة البحرية وازدادت أهمية في العقود الماضية بعد اكتشاف البترول في دول الخليج، مشيراً إلى أنه يعتبر محطة رئيسية وإستراتيجية لعبور التجارة العالمية وخاصة النفط، ولن تسمح المملكة ودول افريقيا بما فيها مصر وكذلك الدول العظمى بالسيطرة على هذا المضيق حفاظاً على سير عملية التجارة ونقل البترول.
وبما أن دول الخليج من الدول المصدرة الرئيسية في المنطقة للنفط، توقع «د. السهلاوي « أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعا في اسعار النفط عالمياً وكذلك في بوليصة التأمين على الناقلات، وفي حالة توقف نسبة بسيطة حتى لو كانت 3.4 ملايين برميل من النفط عن العالم بكل تأكيد سيكون تأثيرا كبيرا في الاسعار وسيؤثر على العالم.وقال « د. السهلاوي «ان البدائل متوفرة في حالة إغلاق باب المندب، ولكن سترتفع تكلفة الشحن والنقل وسيؤثر على اسواق النفط العالمية، مشيراً إلى أن من الطرق البديلة رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس ولكن بسبب بعده يعني أن تكاليف النقل سترتفع، مضيفاً أن الحركة العالمية لنقل النفط لن تتأثر إلا من ناحية ارتفاع الأسعار حيث توجد بدائل أخرى لنقل البترول في حالة السيطرة على المضيق «، وأضاف: ليس من مصلحة دولة معينة إغلاق باب المندب لأهميته الإستراتيجية عالمياً، متوقعاً ارتفاع تكلفة التأمين على الناقلات في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن الصراع السياسي محسوم ومنتهٍ بعد تدخل المملكة أمس ب «عاصفة الحزم» «ولن تستمر التهديدات في ظل تكاتف دول العالم أجمع وإجماعها على أهمية»المندب»، موضحاً أن باب المندب خط أحمر وستقف كل الدول ضد من يحاول السيطرة عليه وتهديد التجارة العالمية.
وأشار « د. السهلاوي « إلى أهميته في حركة التجارة العالمية وإمداد الكثير من الدول ونقل تجارتها عبره، إلا أنه توقع أن ترتفع اسعار البترول والبضائع خلال الفترة المقبلة بسبب التهديدات غير المنطقية من قبل بعض القوى السياسية في اليمن.
من جهة أخرى قال غمدان اليوسفي ل «مختص يمني» بأنه لن تسمح دول العالم بفرض سيطرة قوى سياسية أو اقليمية على باب المندب، حيث ان هناك اتفاقيات دولية على ذلك، مشيراً إلى نسبة كبيرة من حجم التجارة العالمية تمر عبر «المندب» ويعتبر شريانا رئيسيا لتغذية العالم بالنفط، متوقعاً أن باب المندب في أمان والتجارة ستسير ولن تتأثر، مؤكداً أن تدخل المملكة ب «عاصفة الحزم» أمس وبمشاركة دول خليجية وعربية وعالمية ستنهي هذا السيناريو نهائياً، موضحاً أن باب المندب ليس ملكا لأحد، اليمن تشرف على هذا الباب، وليس لأحد الحق في السيطرة عليه.
وبين «اليوسفي» بما أن الحدود البحرية للمضيق مع اليمن كل من أريتريا وجيبوتي، وهو البعد الأهم في العلاقات بين هذه الدول، ولأهمية المضيق بالنسبة لهذه الدول، فإن تأزم الأوضاع داخل اليمن يؤثر مباشرة على العلاقات بالدول المطلة عليه، وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين على الجانب الآسيوي من مضيق باب المندب، إلا أن اليوسفي أكد بأن باب المندب ليس ملكا لأحد من هذه الدول، مؤكداً أن الجماعات المتطرفة في اليمن بدعم إيران قليلة وهشة وليس لديها القدرة على السيطرة على باب المندب»، مشيراً إلى أن العالم يعي أهمية هذا الباب من حيث الحركة التجارية العالمية، والمجتمع الدولي سيتحرك بكل قوة لحماية باب المندب رغم أن المؤشرات تشير إلى أن إيران لن تخاطر بقوتها للسيطرة على باب المندب وتدرك أن هذه الخطوة نهايتها.