لن يشاد “معمل الاسمنت في زحلة”، الوعد أطلقه رئيس مجلس ادارة “شركة التطوير والتعمير صاحبة المشروع بيار فتوش، والضمانة ضمانة مجلس اساقفة المدينة. خبر اعلن، صبيحة يوم عيد البشارة، من مطرانية سيّدة النجاة، وقوبل بارتياح شعبي، وبترحيب من “كتلة نواب زحلة”.
وكانت “شركة التطوير والتعمير” قد استحصلت من وزارة الصناعة على تراخيص بانشاء واستثمار “جبالات باطون مركزية ومطاحن الاسمنت على انواعه والوانه” على 5 عقارات مصنفة صناعية في محلة حوش الامراء بزحلة، فتصدت معارضة شعبية وحزبية واسعة لقيام هذا المشروع على تخوم مدخل المدينة. وذلك الى ان وفرّ راعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران درويش، مخرجا لكل اطراف المواجهة في قضية المعمل المذكور، من خلال الاستحصال على موافقة اصحاب المشروع نقله “نزولا عند رغبة اساقفة المدينة”، والسعي معهم لدى المراجع الرسمية الى الاستحصال على تراخيص جديدة في موقع جديد.
ويبقى المسار القانوني لقضية إبطال التراخيص الممنوحة للمعمل التي ينظر فيها مجلس شورى الدولة، وذلك في ظل تمسك رئيس الكتلة الشعبية” النائب والوزير السابق الياس سكاف بعدم اسقاط الدعاوى الى حين قطع الشك باليقين.
وكان راعي ابرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك المطران درويش عقد مؤتمرا صحافيا، صباح عيد البشارة، في مطرانية سيدة النجاة للروم الكاثوليك في زحلة، بحضور راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي ابرشية زحلة للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، والاب جورج معلوف ممثلا راعي ابرشية زحلة وبعلبك للروم الارثوذكس المتروبوليت اسبيريدون خوري، واصحاب الشركة بيار وموسى فتوش.
واعلن درويش ان “بيار فتوش نزولا عند رغبة اصحاب السيادة سينقل المشروع الى خارج زحلة، وسيتريث في عدم القيام بأي عمل في زحلة حتى الحصول على التراخيص الجديدة”. المطران درويش اكد ردا على اسئلة الصحافيين أن المعمل سينقل الى خارج جغرافية قضاء زحلة من دون ان يحدد الموقع الجديد الذي سينتقل اليه المشروع.
وقد ردّ فتوش بشكر درويش واساقفة المدينة، فيما طلب المطران درويش “من جميع الاطراف الزحلية وقف الحملات الاعلامية، وان يتراجعوا عن الدعاوى المتعلقة بالمشروع، ووقف النقاش والاحاديث في هذا الموضوع”.
لم يتأخر ردّ رئيس “الكتلة الشعبية” الياس سكاف فصدر بيان عنه، معتبرا ان نقل معمل الاسمنت “سيكون امرا ايجابيا ومرحبا به في حال تم التأكد من صحته وصدقيته. وهو في كل حال سيحقق ما طالبنا به، وما سعينا اليه منذ البداية بالتعاون مع اهالي زحلة والبقاع”. واضاف مشككا: “لكن وحتى الساعة ثمة علامات استفهام كثيرة تبقى مطروحة بالنسبة الينا نظرا الى تجاربنا السابقة التي تثبت ان احتمالات الغش والتحايل مطروحة دائما”.
واعلن سكاف اخيرا عن عقده “مؤتمرا صحافيا في الايام المقبلة نشرح فيه للرأي العام كل تفاصيل هذا الملف، وكل عمليات التزوير والتحايل التي رافقته، لا سيما الفضيحة المدويّة التي حصلت في مجلس شورى الدولة”.
بدورها، اصدرت “كتلة نواب زحلة” بيانا اعربت فيه عن تقديرها “المساعي التي قام بها مجلس اساقفة المدينة، والتي توّجت بقرار لاصحاب “شركة التطوير والتعمير” بنقل معملها من اراضي حوش الامراء زحلة الى خارج القضاء”.