حاوره رولان خاطر
رأى عضو تكتل “الإصلاح والتغيير” النائب فريد الخازن أن العملية العسكرية على اليمن كانت أمراً متوقعاً، خصوصاً أنّ اليمن لها اهمية قصوى بالنسبة للخليج والمملكة العربية السعودية.
الخازن، وفي حديث لموقع IMLebanon.org، شرح أن الصراع في اليمن يتداخل فيه الداخلي والإقليمي، فاليمن دولة منقسمة، وانقساماتها على اساس مذهبي ومناطقي وقبلي وسياسي. وبعدما استطاع الحوثيون مدعومين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فرض تغييرات مهمة ميدانياً وسياسياً، ارتفع حجم التداخل اليمني الداخلي مع الاقليمي الذي ينقسم على مستويين، “الاقليمي العربي”، أيّ مع الجزيرة العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، و”الاقليمي الأوسع” أيّ مع ايران.
ورأى أن هناك تداخلاً غير مسبوق لم تشهده اليمن من قبل، حتى في حربها في ستينات القرن الماضي، حيث تجلّى وقتذاك التدخل من قبل مصر والسعودية لفريقي الصراع، فيما الوضع اليوم أكثر تعقيداً، ما يؤكد أنه لا يمكن حسم الصراع بسهولة، لا بل هناك خوف من تداعياته على الخليج العربي، وتحديداً على الدول المجاورة لإيران، ومنها الإمارات والبحرين، معتبراً أن الوضع في اليمن اليوم أكثر تعقيدا من الوضع في لبنان في سنوات الحرب، ومؤكداً ان الدولة سقطت في اليمن، والسلطة والمؤسسات الشرعية اليمنية أصبحت في مهبّ الريح، وقد باتت اليمن مرشحة لأن تصبح “ليبيا جديدة”، والصراع سيبقى مفتوحاً، والاستقرار بات معقداً.
وإذ استبعد أن يكون هناك ردّ إيراني خارج الساحة اليمنية، إلا أن الأمر يبقى وارداً نظرياً، رأى الخازن أن أيّ تفوق عسكري لأيِّ فريق في اليمن، لن يسمح لهذا الفريق أن يحكم بفعل الانقسامات العميقة، إذ أنه بصرف النظر عن الطابع المذهبي السُنّي – الشيعي المتفاقم، هناك الانقسام المناطقي بين الشمال والجنوب، والانقسام القبلي، حيث للقبائل في اليمن نفوذ كبير، بالاضافة إلى الانقسام السياسي، ناهيك عن التنظيمات المسلحة، منها الحوثيون وتنظيم “القاعدة”، التي لها أيضاً نفوذ كبير في اليمن.
وقال: “إنّ توسع رقعة النزاع العسكري خارج الساحة اليمنية، إذا حصل، قد يكون في المناطق الضعيفة لدى دول الخليج، منها البحرين، والجزر المتنازع عليها بين الإمارات وإيران”، ولكن هذا الأمر مستبعد، لأن التركيز الايراني حالياً هو على المفاوضات مع الولايات المتحدة، وهذا الملف بالنسبة للدولتين المفاوضتين اهم بكثير من أي ملف آخر، وبالتالي، أي من الطرفين الأميركي أو الايراني لا يشجع التصعيد العسكري خارج الساحة اليمنية.
الخازن الذي رأى ان التطور الاقليمي المستجد يعطي دفعاً لإمكانية الاتفاق بشأن الملف النووي، لأن هناك مصلحة للطرفين في ذلك، أوضح في المقابل أن هناك تفاهماً غير معلن بين إيران وأميركا بشأن العراق وسوريا لضبط “الحركات الاسلامية المتطرفة”، والتي كانت مدعومة من بعض دول الخليج، لذلك، فإنّ أيّاً من الأطراف لا يفتّش عن ساحةِ حرب جديدة، فساحة اليمن تكفي، والساحات الأخرى المفتوحة للنزاع في العراق وسوريا، المصالح متضاربة بشأنها، وهذا يعني أنه يمكن لواشنطن والرياض الاتفاق بشأن الملف اليمني، ولكن يصعب الاتفاق بينهما بشأن ملفي سوريا والعراق، فيما هذا التفاهم يمكن أن يكون، لا بل هو حاصل بين واشنطن وطهران.
الخازن رأى أن الأولوية لدى أميركا وإيران هو إنجاز حدٍّ أدنى من الاتفاق في هذه المرحلة، وصولا إلى الاتفاق النهائي في حزيران المقبل، ويبدو أن الأجواء ايجابية، بمعنى أن لكلّ الطرفين الأميركي والايراني مصالحهما المختلفة، ويحاولان الوصول إلى أرضية مشتركة، ولو لم يتأمّن هذا التفاهم بشكل كامل.
أما تأثير العملية العسكرية في اليمن على الأوضاع الداخلية في لبنان، استبعد الخازن حصول هذا الأمر، معرباً عن اعتقاده بأن الوضع في لبنان حالياً يتأثر بشكل أساسي بالأوضاع السورية والعراقية.
واعتبر أن المواقف المختلفة في لبنان بين مؤيّد ومعارض للأزمة اليمنية لا تقدّم ولا تؤخر، لا في النزاع اليمني، ولا في المسار اللبناني، مشيراً إلى ان حدود الأزمة في لبنان أصبحت مرسومة ومحدّدة. وأضاف في هذا الإطار: “لو أنّ أحداً من الفرقاء الداخليين والخارجيين كان لديه النية لافتعال مشكلة داخل الساحة اللبنانية لكان فعل، إذ كان لديهم كل الأعذار والمسببات والأسباب لذلك، منذ بدء الأزمة السورية حتى الآن”.
ورداً على سؤال، رأى الخازن أنّ حصة القرار الداخلي في موضوع رئاسة الجمهورية تتعدى التأثير الخارجي، الذي يمكن وصفه بأنه تأثير غير مباشر أكثر منه تأثيراً مباشراً، وبالتالي فإنّ ملف رئاسة الجمهورية ملف داخلي، يتأثر بالتطورات الخارجية، إلا انه قرار داخلي، وحصة الداخل موجودة بشكل كبير، نسبة مع ما كان يحصل في الماضي، حيث كانت الانتخابات الرئاسية قراراً خارجياً بامتياز”.
الخازن نفى ان تكون حظوظ العماد ميشال عون للرئاسة تراجعت في ظل التطورات الاقليمية المستجدّة، وقال: “الموقف السلبي من العماد عون موجود أصلاً بمعزل عن التحالف مع “حزب الله” أو احداث اليمن أو احداث أوكرانيا وغيرها”، معتبراً أن هناك إرادة كي يبقى الوضع بالنسبة لرئاسة الجمهورية كما كان في السابق، أيّ على طريقة الـ”Parachute”، وهو أمر مرفوض من قبل العماد عون ومن غيره من القيادات المسيحية.