شدد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة، على أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، أخذت القرار بمواجهة المشروع الإيراني بعد انتظار طويل، والذي ارتدى ثوباً مذهبياً ليحمل خطة توسع إيران على حساب الأقطار العربية في مرحلة أدى التدخل الأميركي في العراق وما تبعه من تسليم بغداد للمتطرفين الشيعة، إلى إضعاف الجبهة العربية، خصوصاً في وجه عدو تاريخي جاء ينضم إلى العداء المزمن مع إسرائيل.
وأكد حمادة في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن الأمور ستتبدل، ليس فقط في اليمن، فمعركة العراق ضد “داعش” لا بد أن تصبح معركة ضد هذا التنظيم فقط وليس ضد عروبة العراق وكذلك الأمر، فإن المعركة في سورية التي يخوضها النظام الإيراني إلى جانب “حزب الله” لمنع النظام السوري من التهاوي ستتأثر كثيراً بما يجري في اليمن، وأيضاً فإن محاولة “حزب الله” الهيمنة على السلطة اللبنانية وتحويلها إلى دولة فاشلة تابعة لـ”مللة” طهران، ستتأثر.
ولفت حمادة إلى أن “عاصفة الحزم الموجهة ضد انقلاب الحوثي ستمنع اتساع الانقلاب الشعوبي والمذهبي في اليمن والهلال الخصيب أيضاً وستجعل الولايات المتحدة مضطرة إلى التعاطي مع هذا التحالف العربي الجديد الذي بدأ يغير في التوازنات الدولية والذي سيحسم أزمات كثيرة في ليبيا ولبنان والبحرين، إلى جانب العراق وسورية واليمن”.
وشدد على أن إيران وكما يبدو ستحاول الظهور بـ”السباق” إلى الاتفاق النووي لتعوض سياسياً ومعنوياً عن الصدمة الخليجية، غير أنها ستضطر إلى الخيار بين العودة إلى حدودها ووقف تصدير ثورتها المذهبية والتعاطي مع المشرق على أنه عربي بالدرجة الأولى وليس ساحة نفوذ وهيمنة فارسية.
ورأى أن التطورات المتسارعة في سورية لغير صالح النظام مع عودة المعارضة المعتدلة و”الجيش الحر” والكتائب الإسلامية ستدفع إيران إلى محاولة حسم معركة الأنبار وصلاح الدين من جهة واللعب بالساحة اللبنانية من جهة أخرى، من خلال محاولة حسم معركة الرئاسة لصالح أحد أعوانها، وعسكرياً عبر زج الجيش اللبناني في معارك القلمون، كي تضطره إلى مجاراة “حزب الله” والنظام السوري والتنسيق معهما.
وشدد على أن هذه المحاولة في شقها الأول كما الثاني نحن لها بالمرصاد ولن نسمح بغير رئيس توافقي لبناني-عربي أصيل ولن نعطي أي غطاء سياسي لمغامرة عسكرية تزج لبنان في النزاع السوري.
وأكد حمادة أن هناك دلالة واضحة على أن هناك من أطلق الصافرة ورفع بطاقة حمراء بوجه المشروع الإيراني، مشيراً إلى أن مشاركة باكستان في العاصفة الخليجية على الحوثيين رسالة إسلامية ضخمة وأيضاً لها نغمة نووية، وهذه رسالة يجب أن تسمع كذلك في واشنطن، متمنياً أن يكون الجيش العربي الموحد ضمانة لاستقلال وسيادة الدول العربية، خصوصاً تلك المهددة منها، كالعراق وسورية ولبنان واليمن.