سألت صحيفة “الجمهورية” العميد السابق نزار عبد القادر عن قراءته السياسية والعسكرية لحوادث اليمن، فقال “هي حرب محدودة، تبدأ بصدمة موجعة للحوثيين ورسالة واضحة لمن يقف وراءهم، أي إيران، مفادُها عدم السماح ان يكون اليمن، وهو جزء من الجزيرة العربية والحديقة الخلفية للسعودية، مسرحاً لأحداث ولسطوة أقلية وتسَلّطها على الشرعية، خصوصاً إذا كانت هذه الأقلّية شيعية وتحظى بدعم إيران.
من جهة أخرى أعتقد أنّ الهدف السياسي المباشر من هذه الصدمة هو إقناع الحوثيين ومَن معهم بأنّه يجب الذهاب الى طاولة المفاوضات في الدوحة أو في الرياض لإيجاد تسوية سياسية ترتكز على المبادرة الخليجية وأن يلتفَّ الجميع ضمن توازنات معيّنة حول الرئيس الشرعي.
أمّا الرسالة الثانية فهي موجّهة مباشرةً الى الايرانيين، وتقول لهم أنّه حانَ الوقت لكي نبحث في تصحيح هذا الخَلل الكبير الذي أحدثوه في الموازين الاستراتيجية الاقليمية. وما بين هاتين الرسالتين للايرانيين والحوثيين أعتقد انّه خلال أيام تبدأ الاتصالات الديبلوماسية تحضيراً لمؤتمر يضمّ جميع الأطراف لإيجاد حلّ بالدرجة الاولى، ومن ثمّ البحث بهدوء مع إيران في ما يمكن ان تقوم به.
والبحث مع إيران هل يحدث قبل الانتهاء من المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة الاميركية أم بعدها، فواشنطن ستكون بلا شكّ طرفاً أساسياً في البحث عن تصحيح الخَلل الحاصل في موازين القوى الجيواستراتيجية».
ورأى عبد القادر أنّ لبنان غير معنيّ بهذا الموضوع، على رغم أنّه أحد مسارح العمليات التي تشكّل حلقة أساسية من حلقة النفوذ الإيراني، فوضعُ لبنان وسوريا وغيرهما من البلدان يُبحَث فيها تصحيح التوازنات في مرحلة لاحقة، والأمر الاوّل هو التركيز على منع توسّع هذه الحرب التي بدأت في اليمن لتشمل مناطق اخرى من المنطقة.
واعتبر أن «لا مصلحة للطرف الايراني او للطرف السعودي او العربي في توسيع هذه الحرب والدخول في حرب إقليمية مدمّرة على نسَق الحرب العراقية ـ الايرانية التي دامت 8 سنوات وأنهكَت البلدين، فالايراني يدرك ما هي مخاطر الدخول في مثل هذه الحرب، ثمّ إنّ انتشاره أكبر من طاقته.