Site icon IMLebanon

باسيل يمهّد لموقف لبنان في القمة وسلام لن يذهب بعيداً!

 

 

اشارت مصادر وزارية لصحيفة “النهار” الى ان “الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس “نأت تماما عن تطورات اليمن”، وأوضحت ان “الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان أملت عدم الدخول في الجدل حول أمر انقسمت حياله المواقف فور حدوثه”.

وأوضحت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام أن “الموقف من الحدث اليمني سيعلنه الرئيس سلام في القمة العربية في شرم الشيخ التي ستنطلق السبت وتستمر يومين من خلال كلمة يلقيها باسم لبنان”.

من جهته، أكدت مصادر وزارية لصحيفة “المستقبل” أنّ  سلام كان قد نسّق مع وزير الخارجية جبران باسيل الموقف الذي أعلنه الخميس أمام وزراء الخارجية العرب”، موضحةً أنّ “رئيس الحكومة أكد لباسيل ضرورة تجسيد هذا الموقف على قاعدة أنّ لبنان الرسمي يصوّت إلى جانب كل قرار يحظى بإجماع عربي وإلا فإنه ينأى بنفسه عن أي قرار تعارضه أي من الدول العربية”.

وعلى صعيد متصل، أشارت مصادر وزارية لصحيفة “الأخبار” إلى ان “سلام لن يذهب بعيداً في موقفه من حوادث اليمن في القمة العربية، كما ان “حزب الله” قد يغضّ النظر عن موقفه اذا لم يجنح كثيراً، لأن الحزب متمسك بابقاء الحكومة واستمرار الحوار، ولا يريد استباق التطور الاقليمي بهز الوضع اللبناني، الا اذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيرسم اليوم خريطة طريق لبنان الرسمي في تعاطيه مع التطور اليمني.

من جهتها، اعتبرت صحيفة “السفير” أن لبنان لم يعد بمنأى عن أحداث المنطقة، بل صار جزءا لا يتجزأ منها. يسري ذلك على الحدث اليمني، برغم محاولة الحكومة، من خلال وزير الخارجية جبران باسيل النأي بالنفس عن الانقسامات العربية، من زاوية الحرص على عناصر الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي.

غير أن ما تريده الحكومة لأجل استمراريتها، خصوصا في ظل الرئاسة المفقودة، لا ينطبق بالضرورة على مواقف السياسيين وهم في صلب مكوناتها، كـ «تيار المستقبل» الذي كان رئيسه سعد الحريري أول المؤيدين للتدخل العسكري السعودي في اليمن عبر فضائية «العربية»، وهذا الموقف سيقابله مساء اليوم موقف مضاد للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي سيطل عبر شاشة قناة «المنار» عند الثامنة والنصف مساء، في خطاب سيطغى عليه الحدث اليمني.

وفيما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم التعليق على الأحداث اليمنية، مبديا اطمئنانه على مسار حوار عين التينة، فان رئيس الحكومة تمام سلام تنتظره، غدا، في القمة العربية في شرم الشيخ، مهمة صعبة متمثلة بمحاولة النأي بالنفس عن الانقسامات العربية حماية للداخل اللبناني، وفي الوقت نفسه، عدم الخروج عن الاجماع العربي، من دون مغادرة مربع الثوابت التي شدد عليها وزير الخارجية جبران باسيل، بالتنسيق معه، وأبرزها التأكيد، أولا، على دعم الشرعية الدستورية في أي بلد عربي والتمسك، ثانيا، بالحل السياسي ورفض الخيار العسكري، والتشديد، ثالثا، على مبدأ احترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها.

هذه الثوابت الثلاث، ضمنها باسيل الكتاب الذي أودعه الأمانة العامة للجامعة العربية، بعد انتهاء كلمته أمام المجتمعين، وشدد في كتابه، حسب مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة، على أن لبنان ينأى بنفسه عن الخلافات العربية، وأكد أن لبنان هو جزء من أي إجماع عربي وينأى بنفسه عن أي أمر لا يحظى بالإجماع، وهذا الأمر يسري على اليمن وعلى أي أمر عربي آخر.

وأوضحت المصادر لـ «السفير» أن باسيل طالب في الوقت نفسه بتشكيل قوة عربية لصون الأمن القومي العربي، وهو لم يمانع خيار التدخل العسكري شرط أن تعتمد معايير واحدة «تضمن الجميع وتطمئن الجميع وتضم الجميع»، على حد تعبير باسيل.

بدورها، قالت صحيفة “اللواء” إنه على الرغم من ابتعاد مجلس الوزراء الذي وصف اجتماعه “بالتقني” عن الحدث الكبير المتمثل بـ”عاصفة الحزم” التي انطلقت عند الساعة صفر من فجر الخميس، من أجل دعم الشرعية في اليمن، ولوضع حدّ للنفوذ الإيراني عبر الحوثيين في هذا البلد العربي الخليجي، حيث ان من شأنه ترك الأمور، سائرة فيه على النحو التي كانت ان يُشكّل تهديداً للملاحة الدولية وللامن القومي العربي على حساب نمو النزعة الامبراطورية لإيران، فإن تداعيات هذا الحدث فرضت نفسها بقوة على مواقف الأطراف الممثلين في الحكومة، في ظل البحث عن موقف لا يحدث أزمة في مجلس الوزراء، أو في الائتلاف المشكل لحكومة المصلحة الوطنية.

وشكل موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ منطلقاً لموقف لبناني جامع، وأبرز ما فيه قوله: “ان التخلي عن فكرة دعم الشرعية الدستورية المنبثقة من أي دولة تعرض لأي دولة عربية لمخاطر مشابهة”، في إشارة إلى اليمن.

ودعا باسيل إلى اعتماد الحلول السياسية، أي الحوار والتفاهم لا الحلول العسكرية التي أظهرت في لبنان وسوريا والعراق ان الركون إليها لا يؤدي إلى أي نتيجة سوى هدر الدماء والأموال والجهود والوقت.

وأكّد ان أي عمل عربي مشترك من ضمنه العسكري هو مرغوب فيه إذا ما اعتمد المعايير الواحدة التي تضمن الجميع وتطمئن الجميع وتضم الجميع، معتبراً ان «القوة العربية المشتركة» تعطينا القوة والقدرة لتبرير أي اندماج مباشر، أو غير مباشر، لأن الإرهاب يوحدنا.

على ان الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية سيعلنه الرئيس تمام سلام في القمة العربية في شرم الشيخ التي يصلها غداً السبت يرافقه وفد وزاري يضم الوزير سجعان قزي، والوزير باسيل الذي توجه عصراً إلى نيويورك، ثم يعود السبت للانضمام إلى الرئيس سلام، وكذلك سيفعل وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد ان ينهي زيارته الرسمية إلى واشنطن.

وأكّد وزير الاعلام رمزي جريج، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء “لدينا الثقة الكاملة برئيس الحكومة الذي سيتخذ الموقف المناسب إزاء هذا الموضوع الخطير”.