رأى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أنّ بعض الأطراف تستفزّ الحوار مع “المستقبل” إلا أنّ الحزب مستمرّ فيه لما فيه مصلحة لبنان وعدم انهياره. واعتبر أنّ ما يحصل في المحكمة الدولية لا يعني الحزب، وأنّ أي كلام فيها ليس له أي قيمة قانونية حتى الآن.
نصرالله، وفي كلمة متلفزة تطرّق فيها الى الأحداث والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، لفت فيها الى أنّ الفراغ الرئاسي أمر مؤذي للبنان واجراء الانتخابات ضروري، رافضًا ما قيل بشأن اتّهام إيران بأنّها تعطل الانتخابات.
وقال: “إيران لم تتدخل بالإنتخابات الرئاسية في لبنان ولا تتدخل ولن تتدخل، والمسؤول عن التعطيل هي السعودية وبالتحديد وزير الخارجية سعود الفيصل الذي يضع الفيتو على المرشح الأقوى والطبيعي والمنطقي والذي يمكن أن يحقق التوازن والحيثية”، في إشارة منه الى العماد ميشال عون.
وعن الأزمة في اليمن، سأل نصرالله: “كل ما حصل في منطقتنا على مدى سنوات لم يستدعِ تدخلا سعوديًا، فما الذي حصل اليوم؟ الشعب الفلسطيني يستصرخ منذ سنوات المساعدة وكان ينادي زعماء العرب الذين لم يحركوا ساكنًا، فمن أين جاءت هذه الشجاعة وهذا الحزم”؟ وأضاف: “إذا كان الهدف تحرير الشعب اليمني، فلماذا بعتم الشعب الفلسطيني؟ إنّ إنقاذ حكومة الرئيس اليمني وتهديد أمن الخليج مجرّد حجج واهية وكاذبة لا تعطي الحق بشنّ هذه الحرب في اليمن”.
نصرالله اعتبر أنّ هناك مشكلة جوهرية في عقل النظام السعودي وهي عدم الإعتراف بشيء اسمه شعوب وينظرون إليهم كرعايا، وقال إنّ ثمّة فشل متراكم بالسياسات السعودية. وأضاف: “إيران لا تحتلّ لبنان أو تهيمن عليه أو حتى تفرض خياراتها عليه كما تقولون، وتقولون إنّ المقاومة في لبنان إيرانية ولدي ألف دليل على إثبات العكس. لقد ساندت إيران لبنان لمواجهة العدوان الاسرائيلي، ولكن المقاومة في لبنان كانت لبنانية”.
كذلك اتّهم السعودية بدعمها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لاحتلال العراق، و”عندما لم يستسلم الشعب العراقي للاحتلال الأميركي فلتت عليه الجماعات التكفيرية، فالمخابرات السعودية هي من كانت ترسل وتمول عمليات التفجير والقتل في العراق”. وأضاف: “السعودية وحلفاؤها أتت بـ”داعش” من كلّ أنحاء العالم من أجل إسقاط نظام الأسد وحكومة المالكي. فالى السعودية ومن معها، أنتم شجعتم وموّلتم صدام حسين لشنّ حرب على إيران، فدُمّرت العراق ودُمّرت إيران”. وسأل: “من كان يرسل الانتحاريين والسيارات المفخخة الى العراق؟ هي المخابرات السعودية. أنتم كسالى وتنابل وفاشلون ولا تتحمّلون مسؤولياتكم”.
نصرالله زعم أنّ عدد الإيرانيين في سوريا لا يتجاوز الـ50 عنصرًا، وأفاد أنّ “الهدف الحقيقي كان أن تصبح سوريا تابعة للسعودية، وكان هناك إجماع لدى الشعب السوري بالمطالبة بحلّ سياسي، نعرف ما الذي بذلته السعودية وتركيا وقطر لاستمالة سوريا التي أصرت على أن تبقى بلدًا حرًا، إنّ إيران لا تتعامل معنا كما تتعامل السعودية مع حلفائها”.
وبالعودة الى اليمن، قال نصرالله “إنّ السعودية كانت تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين وفشلت”، مضيفًا: “أنتم تدفعون اليمن الى حضن إيران. فالجمهورية الإسلامية لا تتدخل بأي بلد وحتى إذا سألها أحد لا تجيب”.
وقال: “إستعادة اليمن باستيعابها وبالتعاطي العاقل مع اليمنيين وليس بـ”عاصفة الحزم”. إنّ هدف هذه الحرب هو أن يستعيد آل سعود الهيمنة على اليمن. أمن أجل ذلك أن يجب أن تسفك الدماء السعودية والعربية؟ فإنّنا ندين هذا العدوان السعودي ـ الاميركي الظالم على اليمن وشعبه وندعو الى وقفه الآن، كما ندعو الى استعادة مبادرات الحلّ السياسي هناك وهو بالأمر الممكن، كذلك ندعو حكومات الدول المشاركة في هذه الحرب الى مراجعة ضميرهم والمصالح، ونسألهم هل تقبلون بسفك الدماء”؟
وتوجّه الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقول: “هل مصلحة الشعب الفلسطيني يا أبو مازن أن تدعم حربًا على شعب؟ فلتذهب الى بيتك بعدما دعمت عدواناً على الشعب اليمني”. وأضاف: “من حق الشعب اليمني المظلوم والشجاع أن يتصدّى، وأنا واثق من أنّه سينتصر”. وختم قائلاً: “لا تفرحوا ببعض غاراتكم الجوية لأنّ القصف الجوي لا يصنع نصرًا”.