Site icon IMLebanon

تأييد لبناني واسع لقرار صدّ العدوان الإيراني

 
كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”

أرخت عملية «عاصفة الحزم» بظلالها على المشهد اللبناني، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ضد التمرد الحوثي على الشرعية اليمنية والمدعوم من إيران، وتنوعت قراءات السياسيين اللبنانيين حول ماهية هذه الخطوة ودلالاتها على مستقبل اليمن السياسي وعلى المنطقة العربية ككل، معتبرين أن «اليمن جزء أساسي من الأمن العربي وبالتالي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي خلل قد يصيب الشرعية اليمنية«، ومشددين على «أن كل الدول العربية تقف موحدة ومؤيدة لهذا القرار السعودي، بدليل مشاركة أكثر من عشر دول عربية في هذه العملية، وبالتالي على إيران أن تكف عن سياستها العدوانية تجاه دول المنطقة«. ونوّهوا بكلام الرئيس سعد الحريري الذي اعتبر «أن التحرك العربي والخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن ليس من موقع العداء لإيران ولا لشعبها، إنما «ضد الأعمال التي تقوم بها إيران إن كان في اليمن أو في العراق أو في سوريا وفي كل أنحاء العالم العربي».

 

إذاً، «عاصفة الحزم» بدأت ورياحها ستصيب كل من يعنيهم الأمر لاستخلاص الدروس والعبر، وهذا ما يوافق عليه وزير العدل أشرف ريفي لافتاً لـ«المستقبل»، إلى أن «قرار القيادة السعودية تجاه اليمن كان قراراً طبيعياً بتوقيته وشجاعته وحكمته وبعده السياسي، لأننا نشعر منذ أيام أن المرحلة السابقة في اليمن لا يمكن أن تستمر». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» أمين وهبي أن «خطوة المملكة مقدمة أساسية لاستقرار أمن الخليج والجزيرة العربية والممرات البحرية الدولية»، وشدد عضو كتلة «القوات اللبنانية« النائب أنطوان زهرا على أن «عاصفة الحزم هي لوضع حد للغطرسة الإيرانية والعودة إلى منطق سيادة الدول على أراضيها واحترام الحدود الوطنية لكل دولة». أما عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري فلفت إلى أن العملية «تستند إلى ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي فهي خطوة لا غبار عليها من الناحية القانونية»، في حين أشار عضو كتلة «الكتائب» ماروني الى أن «مساعدة المملكة العربية السعودية للشرعية اليمنية أكثر من ضرورية لمنع نشوب حرب أهلية، كما أن الاعتداء على الشرعية أمر مرفوض». وأكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة أن «المملكة هي مملكة الاعتدال، وما تقوم به في اليمن يصب في خانة ترسيخ الاستقرار في اليمن ودرء الأخطار عن المملكة والخليج»، ورأى عضو كتلة «المستقبل« النائب خالد زهرمان أن «عاصفة الحزم هي قرار عربي مشترك للدفاع عن المصالح القومية العربية في مواجهة التمدد الإيراني»، كما أشار عضو كتلة «الكتائب» النائب فادي الهبر إلى أن «المملكة هي الأساس في خط الاعتدال في المنطقة، ولا بد من دق ناقوس الخطر ضد التوسع الإيراني في المنطقة». ورأى عضو كتلة «المستقبل« النائب عاصم عراجي أن «العملية هي قرار شجاع للتصدي للتمدد الإيراني الذي يريد أن يسيطر على مضيق باب المندب وتهديد الأمن القومي العربي». وشدد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد على أنه «من حق الدول العربية ردع المحاولات الإيرانية لزعزعة استقرار الدول العربية، وبالتالي ستكون هذه العملية درساً لا يُنسى للإيرانيين».

 

ما يمكن استنتاجه مما سبق أن قرار الملك سلمان جاء «حكيماً وشجاعاً» كما وصفه الرئيس الحريري، وجاء دقيقاً وجامعاً لكل العرب، الذين ضاقوا ذرعاً من السياسات الإيرانية في المنطقة، وهذا ما يوافق عليه سعد قائلاً، «أويد خطوة المملكة في اليمن وتحالفها مع الدول العربية وباكستان ضد إيران، لأنه إذا استمر الفرس بسياستهم القائمة على «الفوضى الخلاقة» في كل من العراق وسوريا واليمن من خلال دعم الحوثيين، فإنهم سيصلون إلى أبواب السعودية، فالفرس حاقدون على العرب منذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب، الذي قال فيهم «بيننا وبين الفرس جبال من نار»، وأبرز دليل على هذا الحقد هو في تصريحات مستشاري الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، ورئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني تجاه العراق وسوريا ولبنان واليمن، وبالتالي من حق السعودية بالتعاون مع الشرعية الدولية ردع القلاقل الإيرانية في الدول العربية، وأعتقد أن هذه العاصفة ستكون درساً كبيراً لإيران».

 

 

ويؤيّد وهبي «خطوة المملكة لأنها مقدمة أساسية لاستقرار وأمن الخليج والجزيرة العربية، وهي خطوة أساسية أيضاً لحماية الممرات البحرية الدولية، لأنه إذا استطاع الحوثيون ومن يدعمهم بإحداث قلاقل في اليمن، فهذا يشكل خطراً على مضيق باب المندب وعلى قناة السويس، وهذا ما يضر بالمصالح العربية والدولية ويعرض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم للخطر».

 

ويضيف: «خطوة المملكة جاءت في الاتجاه السليم بعد أن بذلت جهداً كبيراً تجاه الحل السلمي في اليمن، والمصالحة الوطنية ودعم الحوار وإقامة سلطة تحوز على ثقة المجتمع الدولي، لكن سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها إيران والحوثيين هي التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه».

 

 

ويرى زهرا «أنه بعد زمن طويل من التردد حزمت الدول العربية أمرها لوقف التمدد الإيراني، وإعادة التوازن المعقول إلى منطقة الشرق الأوسط، صحيح أن لا شأن للبنان بهذه العملية، لكن الغطرسة الإيرانية وإعلانها أنها إمبراطورية فارسية جديدة والتشاوف بأن كلمتها مسموعة ولا ترد، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان والآن اليمن ومحاولتها السيطرة على طرق النفط في الشرق الأوسط (مضيقي باب المندب وهرمز)، جاءت عملية «عاصفة الحزم« لوضع حد لهذه الامبراطورية، والعودة إلى منطق سيادة الدول على أراضيها واحترام الحدود الوطنية لكل دولة«.

 

 

ويعتبر طعمة أن «ما يجري في اليمن يهدد أمن الأمة العربية جمعاء والخليج العربي على الخصوص، فالانقلاب الحوثي والتمدد الإيراني ومحاولة التوسع لتهديد أمن دول كل الخليج، في حين أن الجميع يدرك أن المملكة تتبنى نهج الاعتدال ولا تعتدي على أحد وعانت من الإرهاب وتقوم بمحاربته، وما تقوم به اليوم هو لترسيخ الاستقرار في اليمن ودرء الأخطار عن المملكة والخليج، لذلك لا بد من الإشادة بحكمة خادم الحرمين الشريفين، والأيام المقبلة ستثبت صحة هذا القرار وبالتالي فلبنان إلى جانب المملكة التي كانت إلى جانبه في السراء والضراء».

 

 

ويشدّد ريفي على أن «القرار بالتصدي لاعتداء الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذين استباحوا الشرعية وسكينة الناس وأجروا مناورات على الحدود اليمنية السعودية، لم تعد مقبولة نهائياً ولم يعد الجو العربي يحتمل التمادي الإيراني المباشر وغير المباشر سواء في اليمن أو سوريا أو لبنان، فكان لا بد من قرار لوضع حد لهذه الأعمال اللاشرعية واللامقبولة، والتي تخالف ميثاق الأمم المتحدة والأعراف السياسية والدولية».ويتابع: «منذ أيام نشعر بأن المرحلة السابقة لا يمكن أن تستمر، من هنا كان قرار القيادة السعودية قراراً طبيعياً بتوقيته وشجاعته وحكمته وبعده السياسي».

 

 

 

ويرى الهبر ان «المملكة دولة تقود خط الاعتدال في المنطقة، الذي يحض على السلم الأهلي ويشجع استراتيجية السلم بين دول الخليج والدول العربية وتشكل ضمانة للسلام في المنطقة، وبعد التوسع الاستراتيجي للتدخل الإيراني في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، كان لا بد من دق ناقوس الخطر ضد هذا التدخل الإيراني المباشر، لتعود المنطقة إلى الحوار السلمي وحل الخلافات بالحوار وإيقاف المطامع المذهبية والطائفية لإيران”.

 

 

من جهته نوّه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بالخطوة السعودية لحماية الشرعية اليمنية لافتاً إلى ان أحداً لم يكن يريد العمل العسكري في اليمن لكن لولا حصوله لكان هذا البلد متّجهاً نحو الصوملة مع ما يحمله ذلك من مخاطر كانت تهدد بتكاثر وانتشار “قواعد” منبثقة من تنظيم “القاعدة” في كل المنطقة.

وفي أول تعليق له على تطورات الأحداث العربية في اليمن، قال جعجع: “الخطوة التي قامت بها المملكة العربية السعودية مع الإئتلاف العربي الإسلامي الكبير إنما جاءت في لحظة الرمق الأخير ولولاها لكان أمعن الحوثيون في التمدّد واختلط الحابل بالنابل”، مشدداً في الوقت عينه على أنّ التدخل السعودي في اليمن لم يحصل انطلاقاً من نوايا أو أطماع معينة بل هو جاء في المكان والزمان الصحيحين كخطوة إنقاذية لمصلحة الشعب اليمني ولمصلحة سائر الشعوب الخليجية والعربية.

 

 

ويلفت زهرمان الى أن عاصفة الحزم خطوة منتظرة وقرار عربي مشترك، للدفاع عن المصالح القومية العربية وإنشاء قوات ردع عربية وهذا ما يدور حالياً في أروقة جامعة الدول العربية، وبالتالي فالعاصفة هي استجابة لطلب الرئيس اليمني الشرعي في مواجهة التمدد الإيراني الذي وصل إلى حدود دول الخليج، وهي خطوة ضرورية لدولة عربية تتعرض لمؤامرة، ومن الطبيعي أن يستعين الرئيس الشرعي بمساعدة أشقائه العرب وبخاصة الدول العربية لإجراء مصالحة، لكن الحوثيين يرفضون الحوار وما حصل مؤخراً من تمدد سريع يشي بأنهم لا يريدون الحوار بل السيطرة على اليمن».

 

 

ويؤكد ماروني أن «السلطة في اليمن يجب أن تعود إلى الشرعية، وبالتالي فمساعدة المملكة هي أكثر من ضرورية لمنع نشوب حرب أهلية، وكما أن الاعتداء على الشرعية هو أمر مرفوض في لبنان فهو مرفوض في أي دولة عربية أخرى، وما تقوم به المملكة واجب ضروري للدفاع عن سيادة واستقلال اليمن».

 

 

ويشدد عراجي على أهمية توقيت العملية، وإلا لكانت إيران سيطرت على اليمن ومضيق باب المندب وتحكمت بالتجارة العالمية وهددت الأمن القومي العربي، وبالتالي فهو قرار شجاع للتصدي للتمدد الإيراني، ولذلك لا بد من مباركة هذه الخطوة مع التشديد على أن للحوثيين الحق بأن يكون لهم دور سياسي في اليمن ولكن ليس التسلط على الشعب اليمني، لذلك قام الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بطلب المساعدة لإنقاذ اليمن ولمنع الحرب الأهلية، خصوصاً أن الحوثيين لا يقبلون بأي حل سياسي وإيران تريد السيطرة على مضيق باب المندب وهرمز وهذا ما يشكل خطراً على المنطقة والعالم».

 

 

ويشرح حوري «أن قرار المملكة بالتدخل في اليمن عبر عملية «عاصفة الحزم»، يستند إلى ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي فهو من الناحية القانونية خطوة لا غبار عليها خصوصاً أنها جاءت بطلب من الرئيس اليمني، والواضح أن العالم العربي يتعرض لهجمة فارسية واضحة بالرغم من الحوار واللغة الديبلوماسية التي رفضها الحوثيون، وترافق ذلك مع عنترية إيرانية تحدثت عن إمبراطورية فارسية واحتلال إيران لأربع عواصم عربية، منها صنعاء، كل ذلك راكم الأمور فأتت عاصفة الحزم لتعيد الأمور إلى نصابها».