اعتبرت أوساط سياسية مراقبة أن الانفجار اليمني وانتقال المبارزة الخليجية – الايرانية من دائرة المواقف التصعيدية الى المواجهة الميدانية يبدو انه سيلعب دورا فاعلا في بت مصير الازمات اللبنانية العالقة ما دام الرهان على حلها مرتبطا في شق اساسي بالعلاقات السعودية – الايرانية.
المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، لفتت الى ان عملية “عاصفة الحزم” السعودية الخليجية المباركة اميركيا وروسيا خلفت انعكاسات بالغة السلبية على مسار هذه العلاقات بات يخشى معها ان تصبح الازمات اللبنانية مفتوحة من دون افق للحل خصوصا اذا ما اظهرت التطورات ان “العاصفة” ليست مقتصرة على رسالة خليجية الى طهران لوقف “تطاولها” على المملكة بل ستتعداها الى ما هو ابعد بكثير في ضوء القلق الخليجي من ان تتم صفقة الاتفاق النووي على حساب التوازنات الاقليمية وتوسيع نفوذ ايران في الدول العربية.
وأبدت قلقا نسبيا على مصير الرئاسة وسائر الملفات غير انها لا ترى، اقله في المدى المنظور، انعكاسات امنية على المسرح اللبناني، المحصن بمظلة الاستقرار الدولي وبوعي القيادات السياسية المقتنعة بضرورة عدم الانزلاق الى المحظور الامني، معربة عن اعتقادها ان ما سرى على مجلس الوزراء سينسحب على جولة الحوار التاسعة بين “حزب الله” الذي اصدر بيان استنكار شديد اللهجة ضد “العدوان السعودي – الاميركي على اليمن” وتيار “المستقبل” الذي وصف زعيمه الرئيس سعد الحريري الخطوة بالحكيمة والسليمة والشجاعة.
وأشارت الاوساط الى ان انقسام المواقف لن يترجم عمليا بحيث يعبر كل طرف في الداخل عن رأيه تحت سقف حددته مقتضيات المرحلة سياسيا والضوابط الامنية ولن يكون بمقدور اي جهة تجاوزه.
وتعزو الاوساط المشار اليها “الصحوة العربية” المتجددة التي تجلت بوضوح في المواقف عبر بيان الجامعة العربية وفي الميدان مع اصطفاف عدد كبير من الدول العربية والاسيوية الى جانب الخليجيين لا سيما مصر وباكستان ووضع امكانياتها العسكرية في اي هجوم قد يشن على الحوثيين الى تنبه مجمل هذه الدول الى الهدف الذي تسعى اليه ايران من وراء دفع ودعم الحوثيين وهو ذو وجهين: وضع اليد على مناطق النفط وطرقها والتحكم بقناة السويس وباب المندب ومضيق هرموز والضغط على الخليج بعدما صدر موقف دولي اسبغ على المنطقة تسمية “الخليج العربي” بعدما كان يسمى الخليج الفارسي. اما الوجه الثاني فيتمثل بتعزيز الدور الايراني في المنطقة كشريك اساسي وقوة اقليمية مؤثرة عشية التوقيع على الاتفاق النووي بما يمكنّ طهران من التحكم بمسار المفاوضات ومحاولة فرض شروطها في اللحظات الاخيرة على الحسم خصوصا مع بروز محاولات من اكثر من جهة لعرقلة التوقيع لا سيما من الجانبين الاسرائيلي والفرنسي، ولم تتوان ايران عن التلويح بورقة تفجير المنطقة من خلال تحريك الحوثيين لارسال الرسالة الى من يعنيهم الامر بوجوب وقف اللعب على وتر الانجاز النووي.