اكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النيابية النائب أنطوان زهرا في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أنه من خلال الكلام الذي قاله الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، بدا أن هناك واقعية جدية في مقاربة الحدث اليمني وأهميته وتداعياته، أي أنه رغم أن كلام نصر الله كان تحريضياً للشعوب العرب ضد قياداتها واستعادة لمواقفه من المسؤولين العرب في الـ2006، فإنه كانت هناك دعوة إلى الحل السياسي في اليمن وإلى الحرص على الحوار الداخلي في لبنان، وإن تولى كالعادة موقف الدفاع الكامل لتبرير الهيمنة الإيرانية بوصفها “جمعية خيرية” تلبي استغاثة شعوب المنطقة، لافتاً إلى أن نصر الله وفي الوقت الذي أعلن فيه أن العقل السعودي والعربي لا يعترف بالحدود، أعلن أنه يؤمن بولي أمر المسلمين الذي هو مرشد الجمهورية الإيرانية الذي لا يعترف بالكيانات والحدود، أي أنه كان يتحدث الشيء ونقيضه، وإن كنا لا نتوجس كثيراً في التداعيات على الوضع اللبناني لما يجري في اليمن.
وشدد زهرا على أن مصلحة لبنان تكمن في التوازن من التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران، بحيث إنه لا يمكن الحديث عن تقارب بين من يدعي النصر ويدعي لغيره الهزيمة والاستسلام، فلا يمكن الحوار بين قوي وضعيف ومنتصر ومستسلم، فهذه الصورة التي عممتها إيران وأدواتها الإعلامية والسياسية في الشرق الأوسط على مدى الشهور المنصرمة لم يكن ممكناً أن تؤدي إلى إيجابيات، لأنه كان مطلوباً التسليم بالنفوذ الإيراني في العالم العربي وألا يكون هناك طرف آخر يرسم مصير هذا العالم غير إيران، وبالتالي تصبح التسويات مفروضة من فريق قوي على آخر منهزم.
أما اليوم فيمكن القول إن “عاصفة الحزم” تعيد التوازن إلى المشهد الشرق أوسطي والعربي وتسمح بإقامة تفاهمات صلبة، بين متكافئين وليس بين قوي وضعيف إذا حصلت، معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة الأميركية تستفيد مما يجري في اليمن لزيادة الضغوطات على إيران وتخفيف شروطها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.
ورأى أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان معلق، مشيراً إلى أن كلام نصر الله بأن هناك مرشحاً وحيداً (يعني النائب ميشال عون) فإما أن تنتخبوه أو لا انتخابات، يؤكد ما نفاه وهو أن إيران تعطل الانتخابات بتسليمها الأمر إلى “حزب الله” الذي يتمسك بفرض مرشح وحيد وعدم احترام المعايير الديمقراطية في الانتخابات، لافتاً في المقابل إلى أن الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يجري بشكل جيد جداً وقد تم قطع مراحل هامة على صعيد تطبيع العلاقات بين الطرفين، ضمن احترام أصول الاختلاف في الموقف السياسي، وأنه يجري السعي لتوحيد المواقف حيال الكثير من الملفات.