اكد امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن المشهد السياسي في الوطن العربي يزداد سوء وتعقيدا سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن.
وقال سموه في افتتاح “القمة العربية” في شرم الشيخ ان الكويت اعلنت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت كافة الجهود في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية واقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية.
واوضح ان ذلك جاء استجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.
ولفت الى ان ميليشيا الحوثي وما يجري في اليمن يهدد أمن السعودية والخليج.
من جهته، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقرار وزراء الخارجية العرب تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة العربية.
وقال: “ترحب مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن العربي”، مشيرا الى ان مشاركة بلاده في الحملة العسكرية في اليمن تهدف للحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.
وأضاف: “لا يخفى عليكم أن خطورة العديد من القضايا التي نواجهها بلغت حدا جسيما وغير مسبوق من حيث عمق بعض الأزمات واتساع نطاقها وسوء العواقب المترتبة عليها في الحاضر والمستقبل”. ولفت الى أن هذه الأمة وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت أن واجهت تحديا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، مؤكدا على أنه لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب على التحديات التي نواجهها.
وأشار السيسي إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شؤونها أو لاستقطاب جزء من مواطنيها وهناك أطراف في الإقليم أثيرت مطامعها واستهدفت الشعوب العربية.
اما بالشأن السوري، دعا السيسي إلى حل سياسي للأزمة، كما تحدث عن الشأن اليمني قائلا: “الأوضاع في اليمن وصلت إلى حد النيل من أمننا المشترك”.
كما اعلن ترحيبه بالحوار القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، آملا ان تفضي الجهود الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت.
وعن الوضع الليبي، قال إن الوضع في ليبيا يزداد خطورة يوما بعد يوم، مجددا دعوة بلاده للعمل على مواجهة ما اسماه “بالإرهاب” في ليبيا المجاورة وكذلك دعمها للحل السياسي.
من جهته، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن “العدوان الحوثي” في اليمن يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة العربية، واصفا التحركات الحوثية في اليمن بأنها “انقلاب على السلطة الشرعية واحتلال للعاصمة صنعاء”، لافتا الى ان ميليشيا الحوثي استقوت بقوى خارجية.
وأكد أن الحملة العسكرية في اليمن اتت استجابة لدعوة الرئيس اليمني وستستمر حتى تحقق أهدافها، مؤكدا ان السعودية تفتح أبوابها للحوار أمام كافة الأطراف اليمنية.
وفي سياق آخر، اشار الى ان النظام السوري يرفض الحلول الدولية والاقليمية.
اما الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعرب عن شكره للدول المشاركة في الائتلاف الداعم للشرعية في مقدمتهم السعودية، وقال: “اتيت من اليمن الجريح لاشارككم رغم المصاعب الشخصية وتعرضت لأكثر من هجوم اثناء قدومي للقمة”.
وأشار الى ان القوى الظلامية عادت مجددا لتجر البلاد الى الحرب وعملت على عسكرة صنعاء، لافتا الى ان ميليشيات الحوثي وحلفاؤها في الداخل والخارج انقلبت على الحوار الوطني.
واعتبر هادي ان ميليشيا الحوثي وحلفاؤه تعاني هوس السلطة وأدمنت العنف، واصفا الحوثيين بأنهم “دمية إيران”.
كما دعا الى استمرار “عاصفة الحزم” حتى تعلن عصابة الحوثي استسلامها، مشيرا الى ان هدف “عاصفة الحزم” حماية الشعب اليمني.
الى ذلك، اعتبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ان الهجمات الارهابية في تونس تظهر استهداف الارهابيين للديمقراطية.
ولفت الى ان السوريين يعانون من حرب مزقت بلادهم، وقال: “الحكومة السورية والمجموعات الارهابية يدمرون سوريا”، واضاف: “نشعر بالغضب والخزي إزاء فشل المجتمع الدولي في سوريا”، لافتا الى ان الشعب السوري قد خُدع ولا يجب ان يتواصل الأمر على هذا النحو.
ودعا اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية والتخلّص من الفراغ، لافتا الى ان لبنان لا يزال مثالاً فريدًا في مواجهة أثر الصراع السوري وهو يمثل نموذجًا للتعايش.
واعرب عن مشاركته الملك السعودي والرئيس اليمني مخاوفهما حول اليمن.
وحث بان كي مون اسرائيل على إنهاء نصف قرن من احتلال الأراضي الفلسطينية، واكد على ضرورة الاستمرار في تشجيع الحوار في ليبيا.
وكان للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كلمة، اكد فيها ان المنطقة العربية لن تنعم بالسلم طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، لافتا الى ان تدابير مواجهة الارهاب والتطرف تستدعي جهود ثقافية وإعلامية.
واشار الى ان “عاصفة الحزم” عملية لا بد منها لحماية الشعب اليمني، مؤكد ان القمة ستتخذ قرارات هامة سيكون لها تأثير كبير على العالم العربي.
واعتبر امير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ان أوضاعا اقليمية معقدة وتحديات تواجه المنطقة، ودعا مجلس الامن الدولي لأخذ الاجراءات لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا على التحرك العربي لوقف الإستيطان وحصار غزة.
واشار الى ان النظام السوري حوّل بلاده إلى ركام ويمارس ابشع انواع القتل وأطلق عملية الإبادة ضد شعبه، وقال انه لا بدّ من وقفة حازمة لإنهاء الأزمة السورية بعيدا عن النظام وتشكيل حكومة انتقالية.
واذ حمّل الحوثيين وقوات صالح مسؤولون عن أزمة اليمن، اكد امير قطر ان أعمال الحوثيين يشكل اعتداء على عملية الإنتقال السلمي في اليمن، لافتا الى ان الرئيس هادي طلب حماية اليمن وتم تلبية طلبه، وقال: “على الميليشيات تسليم أسلحتها والإعتراف بشرعية اليمن”.
اما بشأن الازمة الايرانية، قال: “ننظر بإيجابية لحل الخلاف مع إيران سلميا”، مؤكدا على علاقة حسن الجوار معها.
من ناحيته، أيّد الرئيس الفلسطيني في كلمته، جهود السعودية ودول الخليج لحفظ أمن المنطقة، وقال: “قضيتنا الفلسطينية تعرضت لجملة من الأحداث كان أبرزها توقف الأحداث بالكامل مع الحكومة الفلسطينية، وكذلك جامعة الدول العربية والعديد من دول العالم نتيجة عدم التزام الحكومة الاسرائيلية بالمرجعيات المعقودة”، مضيفاً: ”مصممون على انهاء الانقسام الداخلي ونرحب بكل جهد يبذل بهذا الإطار”.
وأوضح أنّ ”العلاقة مع اسرائيل لا يمكن ان تستمر على ما كانت عليه في السابق”، معتبراً أنّ حل القضية الفلسطينية من شأنه أن يعزز أمن المنطقة وعلى العالم أن يساهم في حلها، ومطالباً بوضع رؤية عربية لتحصين الدول من الإرهاب وتكون قرارتها ملزمة للجميع.
من جهته، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمته، دعم تونس الكامل للسلطة الشرعية في اليمن، وحرصها على استقرار المنطقة، مطالباً بمزيد من التنسيق العربي لمواجهة ظاهرة الإرهاب. كما طالب كافة الأطراف في اليمن باستكمال الحوار لإيجاد حل للأزمة.
وشدّد على أنّ القضية الفلسطينية ستظل القضية الأم، مشيراً إلى أنّ ما يحدث في ليبيا مثير للقلق في تونس، مؤكداً حرص تونس على وحدة الأراضي الليبية. ورحب بعودة الأطراف السياسية الليبية إلى مائدة الحوار برعاية الأمم المتحدة، معبّراً عن دعمه للجهود الدولية الهادفة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.
أمّا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، فإعتبر في كلمته، انّ نهاية “داعش” في العراق قد لا تتجاوز عاماً واحداً، مشدّداً على دعم الكفاح العادل لمواجهة التحديات والإرهاب.
ولفت الى أنّ العراق يؤكد على المصالحة الوطنية الشاملة، مشيراً الى أنّ التطورات العاصفة في اليمن تستدعي تدارك الحرب الأهلية. وقال إنّ التدخل الخارجي لن يكون لمصلحة الشعب اليمني، مشدّداً على أنّ علاقة العراق مع الدول العربية وإيران عامل لمواجهة الإرهاب.
