جال وزير الزراعة أكرم شهيب في مدينة جزين ومنطقتها، بدعوة من إتحاد بلديات المنطقة، حيث تفقد مركز تكسير الصنوبر في ضهر الرملة، وكان في استقباله رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين ورئيس بلدية جزين خليل حرفوش ورئيس بلدية بكاسين حبيب فارس ومهتمون.
ثم انتقل إلى التعاونية الزراعية في بلدة عازور، ومن ثم الى بيت الغابة في بلدة بكاسين، حيث أثنى على هذا المشروع البيئي وأبدى استعداده لتقديم الدعم المطلوب.
ختام الجولة كان بلقاء عقده شهيب مع رؤساء البلديات والمخاتير والمستثمرين في جزين والتعاونيات الزراعية وكبار المزارعين في مبنى اتحاد بلديات جزين في السراي الحكومي، في حضور النائب زياد أسود، رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان زياد الحاج، رئيس المركز الزراعي في جزين إيلي فارس، رئيس جمعية “الأرض البيضاء” أمل أبو زيد، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة ورؤساء التعاونيات الزراعية وعدد من المزارعين.
شهيب
وقال شهيب في كلمته: “أشكركم على الدعوة والجولة، وأسجل فرحا كبيرا أنني في أرض معطاءة، عرف ناسها حتى الساعة وللمستقبل كما نرى، قيمة الأرض وأهمية البقاء والانتاج فيها وأهمية المحافظة على أخضرها المميز، وللأسف تدنت نسبة الأخضر في كل لبنان إلى 13 في المئة، وخطتنا في الوزارة، طبعا مع وزارة البيئة أن نرفع النسبة إلى 22 في المئة في أحسن الحالات. وليست سهلة أعتقد في بلد نجد فيه منشار الكهرباء والبنزين والمنجل والفراعة يسبق المعول، عدا الحرائق ومع الأسف الرعي الجائر وما شابه. وأهل جزين يتطلعون إلى تطوير إنتاج وتأكيد حماية، فشكرا لجزين التي عودتنا النوعية والتميز انتاجا ومنتجين”.
وأضاف: “يهمني في هذا اليوم الجزيني الزراعي أن أؤكد على نقاط ست:
اولا: حماية الأخضر الغابي والحرجي والزراعي وهذه المسألة أولوية لدى وزارة الزراعة ان في غابة بكاسين أو في أي موقع آخر. ثانيا، موسم المطر هذه السنة كان وفيرا، لكن ذلك يجب أن لا ينسينا ضرورة ترشيد استخدام المياه في الزراعة وضرورة التوجه إلى زراعات ملائمة لا تتطلب استهلاك الكثير من المياه وضرورة اعتماد الزراعة الحافظة والزراعة البعلية حيث لا تتوفر المياه، وهذا من شأنه زيادة المساحات المزروعة في المنطقة”.
وتابع شهيب: “ثالثا، أشجع كوزير للزراعة على اعتماد الزراعة العضوية والابتعاد عن استخدام المبيدات السامة والأسمدة الكيماوية نظرا لنجاح الزراعة العضوية في لبنان وللطلب المتزايد على الانتاج الزراعي العضوي وإمكانية التسويق في الداخل والخارج، فالسنة صدرنا تفاحا مزروعا بطريقة عضوية بمليون دولار إلى روسيا وأبرمت إحدى الشركات عقودا بمليون و 300 ألف دولار خضار للموسم القريب، إذا السوق موجود. وقطاع الزراعة العضوية واعد وأدعو الشباب الى هذا الانتاج المجدي والجاذب للعودة الى الانتاج من الأرض.”
وأردف بالقول: “رابعا، الحاجة دائمة في منطقة جزين، كما في غيرها، الى تطوير الانتاج الزراعي كما ونوعا وبخاصة الانتاج النوعي عبر زراعة أصناف جديدة قادرة على المنافسة وتطوير الانتاج النوعي الحالي. هنا سأتكلم عن التفاح. التفاح السنة كانت سنة جيدة، ولكن لا يزال عندنا بين الأربعين والخمسين ألف طن في البرادات. في بداية الموسم، التجار يشعرون المزارعين بالخطر الآتي ويقولون لهم ليس هناك أسواق ويشترون منهم بالسعر الرخيص ويبحثون عن أسواق بأسعار عالية، ويضطر المزارع المسكين الفقير أن يبيع إنتاجه بالرخيص والربح يذهب إلى مكان آخر. هنا تظهر مشكلتان، مشكلة ثمن التبريد، أي عبء على عبء ومشكلة أن الأسواق تكون للتاجر والمزارع ينتظر التاجر ليأخذ إنتاجه وإلا سيذهب إلى البرادات”
واضاف: “ضربنا في إيجاد أسواق، وحاليا من بشري إلى جزين هناك كميات تفاح في البرادات. حاولت في الإمارات مع الهلال الأحمر الإماراتي أن يشتروا التفاح اللبناني والبطاطا ويعطونه للاجئين، فيساعدون الإثنين بذات الوقت. وسنذهب إلى اجتماع الدول المانحة للاجئين في الكويت، مع الرئيس تمام سلام ووزير الشؤون الاجتماعية، وسأحاول مع الهلال الأحمر الكويتي لربما يشترون منا كمية من التفاح للنزوح إن كان في الأردن أو في لبنان أو في أي منطقة، فيساعدون الإثنين. لكن المشكلة الأساسية النوعية والمبيدات واستعمالها والحجم والتوضيب والتصدير. هناك مسؤولية على المزارعين وهناك مسؤولية في تغيير النظام الزراعي عبر إيجاد أنواع جديدة تتلاءم مع التطور العلمي في الزراعة”.
وتابع: “خامسا، ضرورة الاستثمار في التصنيع الغذائي، كما في مشروع الصنوبر هنا في جزين وسنجد أسواقا جيدة جدا، وموضوع كيفية القطف والنقل والكسر سيلعب دورا مساعدا، وآمل أن تنتقل التجربة إلى كل المناطق اللبنانية، وأن نتوسع في الزراعات الملائمة للتصنيع الغذائي النوعي. وتجربة المنطقة في الكرمة الصالحة لصناعة النبيذ، على سبيل المثال لا الحصر، جيدة ومشجعة. نحن ننتج تقريبا 9 ملايين قنينة نبيذ في السنة في لبنان، قطاع مهم جدا، وسوقنا خارجا ممتاز، حيث نصدر 3 ملايين قنينة، وعندنا أيضا انتاج في جزين. كما نشارك في المعارض، أقمنا معرضا في باريس وفي برلين والسنة في نيويورك، وبالتالي هذا قطاع واعد جدا في طريقه إلى التقدم، على الأقل 3 ملايين قنينة تذهب للإستهلاك المحلي”.
وأشاد بـ”تجربة العسل في جزين، وهي تجربة مشجعة. عندنا 6 آلاف مربي نحل، وندعم بكل قدراتنا هذا الإنتاج، فهذا القطاع له روحية إنسانية وثقافة وحضارة ورقي. الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تساعدنا كثيرا ونحن نجهز المواصفات. وبصراحة أحاول قدر الإمكان الحد من الإستيراد من الخارج ضمن الإمكانيات، لنحمي إنتاجنا الذي هو إنتاج جيد، والكميات جيدة للتسويق وللسوق المحلي”.
وأضاف شهيب: “سادسا، استنادا الى كل ما ذكرت، وفي ضوء تجربتكم وملاحظاتكم وهواجسكم التطويرية نتطلع في وزارة الزراعة الى عمل مشترك مع الاتحاد والتعاونيات والمستثمرين في القطاع الزراعي والراغبين في الاستثمار في القطاع والمزارعين ومربي الماشية لوضع خطة استجابة لحاجات منطقة جزين بالتعاون مع الإتحادات والبلديات والجمعيات والقوى السياسية لتطوير الزراعة والإنتاج الزراعي، والوزارة جاهزة للتعاون لتحقيق المرجو من الخطة التطويرية”، مشيرا الى انه “كان عندنا مشكلة في موضوع إدارة التعاونيات، ونحن حاضرون لأي طلب أو استفسار، كما سنتحرك ببعض الأموال المخصصة للتعاونيات”.
وختم بالقول: “شكرا لكم تحاولون النهوض بقطاع منتج وقادر على أن يكون أكثر إنتاجا، فالزراعة جزء من المحافظة على الأرض، الأرض يعني الإنسان والإنسان يعني وجودنا. كي نبقى بالأرض علينا الإهتمام بالزراعة والتصنيع الزراعي حتى نثبت الناس. مشروع غابة بكاسين ومحمية أرز الشوف عمل متكامل سياحي بيئي تراثي زراعي يستفيد عبره أبناء هذه المنطقة من كل شبر موجود فيها”.
حرفوش
ورحب حرفوش بوزير الزراعة وبالحضور، وشدد على “ضرورة إعادة إحياء تعاونيات التفاح وإقامة تعاونيات الزيتون وتعاونية لأحراج الصنوبر والمساعدة في تصريف الإنتاج وتأمين الأدوية اللازمة”. كما أعلن “تحريج منطقة تومات جزين بشجر الأرز، ومشروعا آخر لإنشاء بركة مياه وللنهوض بزراعة “الأكي دنيا” وغيرها من المشاريع الزراعية التنموية”، مشيرا إلى أن “نحو 40 في المئة من أراضينا في إتحادي جزين وجبل الريحان تتألف من غابات، وهي أمانة في أعناقنا جميعا، وسنكون بالمرصاد لكل من يقدم على أو يفكر بإنشاء المقالع والمرامل. غاباتنا خط أحمر ولن نسمح لأي أحد أن يمسها ونقطة على السطر”.
وأكد حرفوش “أهمية التعاون بين التعاونيات الزراعية والإتحاد في سبيل خدمة المنطقة وتحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز وضع المزارعين”.
أسود
وشكر أسود الوزير شهيب لحضوره ولفتته لمنطقة جزين، وتوجه إليه بالقول: “في تجربتنا السياسية القصيرة في منطقة جزين، أنت الوزير الأكثر تفهما وتعاونا في المواضيع التي تهمنا في منطقة جزين والتي تساعد على التنمية، لذلك أتمنى استمرار التعاون وأن تساعدنا في مخاوفنا وتقدر المخاطر التي نعيشها إن كان من ناحية انعدام التنمية ومحاولة استنهاض أنفسنا، أو محاولة الحفاظ على ثروتنا والأخضر عندنا وعلى أرضنا، والأهم الحفاظ على وجودنا في هذه المنطقة المميزة بثقافة شعبها وبتضامنه وطموحاته”.
ولفت إلى أنه “عادة البلديات هي في خدمة السياسة والسياسيين بصرف النظر عن جدوى وصحة ما يريدون، هكذا في كل لبنان، لكن في جزين هو العكس تماما، السياسة في خدمة البلديات، والبلديات في خدمة المواطن وأحلامه وآماله”، مؤكدا أن “كل ما نطلبه اليوم هو لخدمة المنطقة وأهلها، ونحن وإياكم بتعاون دائم، وكلي تفاؤل أننا سنة بعد سنة، سنرى جزين أجمل وأحسن وأنظف”.
الحاج
أما رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان، فتمنى “ألا نصل إلى يوم نتباهى فيه بعدد المقالع والكسارات، بعد أن كنا ولا زلنا نتباهى بمساحة الأحراج والغابات”.
فارس
وقدم فارس عرضا عن الرؤية التنموية لقرى قضاء جزين وعن إنتاجها الزراعي المتنوع، قبل أن يقدم إلى شهيب دراسة عامة عن القطاع الزراعي من الناحية العلمية والانتاجية في جزين ومنطقتها.
وفي الختام، قدم حرفوش درعا تقديرية إلى شهيب كما قدم له علبة من الصناعة الجزينية، وأقيم غداء في مطعم الشلال جزين على شرف وزير الزراعة والوفد المرافق.