Site icon IMLebanon

تحطم “الإيرباص” ضربة موجعة لمجموعة “لوفتهانزا” الأوروبية للنقل الجوي

germanwings

وقع حادث تحطم طائرة “الإيرباص” التابعة ل”جيرمان وينغز” في وقت سيء جدا ل”لوفتهانز” الشركة الأم، وهي مجموعة أوروبية عملاقة للنقل الجوي تواجه منافسة حادة مع شركات الرحلات بأسعار زهيدة ونزاعا مع طياريها. الورقة التالية توضح تداعيات هذه الكارثة الجوية على مسار هذه الشركة.

على إثر حادث تحطم طائرة الإيرباص التابعة ل”جيرمان وينغز” في ال24 آذار/مارس الجاري جنوبي فرنسا، قال رئيس لوفتهانزا كارستن شبور الذي تسلم منصبه قبل أقل من عام إنه “يوم أسود للوفتهانزا”، وأكدت المديرة المالية في مجموعة “لوفتهانز” الأوروبية للنقل الجويس يموني موني، أنه “على الأرجح أقسى يوم” في تاريخ لوفتهانزا.

فإلى جانب المأساة البشرية، يمكن أن يضرب الحادث كل الخطة الاستراتيجية لشبور. وكتب جيرالد ويسل المحلل في الشركة الاستشارية الألمانية ايربورن كونسالتينغ في صحيفة هادنلسبلات الاقتصادية “بالنسبة لشبور، سيكون من الصعب الدفاع عن استراتيجيته للرحلات الرخيصة”.

أما المحلل في مجموعة دي زد بنك ديرك شلامب، فرأى أن “الحادث يمكن أن يقضي على مفهوم الرحلات الزهيدة”. وتحدث عن “ضربة قاسية للوفتهانزا”.

الأسوأ في تاريخ الطيران المدني الألماني!

واعترف ناطق باسم “لوفتهانزا” أن الحادث الذي وقع الثلاثاء في جبال الألب الفرنسية تسبب في سقوط أكبر عدد من القتلى في تاريخ الطيران المدني الألماني.

وقال ديرك شلامب إنه قد يضر “بشكل أساسي بسمعة” المجموعة “المعروفة مؤهلاتها التقنية وصدقها”، موضحا أنه لا يتوقع تحولا استراتيجيا على الفور.

ولمواجهة المنافسة الحادة التي جاءت من شركتي الرحلات المنخفضة الثمن “ايزيجيت وراين اير” وكذلك شركات الطيران الخليجية والخطوط الجوية التركية، علقت “لوفتهانزا” التي تشرف أيضا على شركتي الطيران “سويس” و”اوستريان ايرلاينز”، آمالا كبيرة على شركتيها للأسعار الزهيدة “جيرمان وينغز” و”يوروينغز”.

وبدأت “جيرمان وينغز” تدريجيا منذ 2013 القيام بكل رحلات “لوفتهانزا” داخل ألمانيا وأوروبا باستثناء تلك التي تقلع من أو تحط في مطاري ميونيخ وفرانكفورت الرئيسيين لرحلاتها.

منافسة.. ونزاع نقابي!

وتقدم “جيرمان وينغز” أسعارا أقل بعشرين بالمئة من أسعار لوفتهانزا لكنها أغلى من “يورو وينغز” التي يفترض أن تبدأ في الخريف تسيير رحلات طويلة بأسعار زهيدة.

ويشكل الانتقال إلى الرحلات الزهيدة الثمن مصدر قلق داخل المجموعة التي تشهد توترا في العلاقات الاجتماعية في الأشهر الأخيرة.

وتخوض نقابة طياري الشركة “كوكبيت” والإدارة منذ نيسان/أبريل 2014 مواجهة حول إصلاح نظام التقاعد المبكر للطيارين الذي يفترض أن يسمح للوفتهانزا بتحقيق بعض التوفير.

وسبب هذا النزاع 12 إضرابا منذ ذلك الحين بينها أربعة أيام في الأسبوع الماضي. وقد كلف المجموعة العام الماضي أكثر من مئتي مليون يورو وكان أحد أسباب انخفاض أرباحها الصافية إلى السدس في 2014، لتبلغ 55 مليون يورو.

وبسبب هذا النزاع والأجواء التنافسية الصعبة تراجعت أسعار أسهم لوفتهانزا منذ بداية العام بنسبة 3,33 بالمئة.

وأعلنت نقابة الطيارين أنها قررت تعليق النزاع الاجتماعي بعد الحادث الذي أدى إلى هزة عميقة في طواقم الشركة، حتى أن بعض العاملين رفضوا السفر غداة الحادث.

احتفال استثنائي بذكرى تأسيسها!

ولوفتهانزا التي نقلت 106 ملايين راكب العام الماضي، ستخفف من حجم دعايتها. وقال ناطق باسمها إنها “ستحتفل بشكل مختلف عما كان متوقعا” بالذكرى الستين لولادتها الشهر المقبل.

وكانت الشركة شهدت في الماضي حوادث لكن لم تسجل خسائر بشرية بهذا الحجم.

ووقع أخطر هذه الحوادث في تشرين الثاني/نوفمبر 1974 في نيروبي وأسفر عن سقوط 59 قتيلا.