تنطلق أعمال القمة الروحية في بكركي الإثنين، بعد أن أنجز القيمون عليها التحضيرات اللازمة، وأجروا اتصالات أكّدت حضور كافة رؤساء الطوائف، لبحث مواضيع مهمة يعيشها اللبنانيون في ظل الظروف القاسية التي تفرض نفسها اليوم نتيجة تطورات الأوضاع وتداعيات الأزمات الناتجة عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وبعد أن تكونت قناعة لدى الجميع أنه بعد نصف عام على القمة الأخيرة، بات من الضروري الجلوس معاً مجدداً، لتقويم المرحلة والخروج بالقرارات المناسبة لمواجهة التحديات .
وكشفت معلومات لصحيفة “النهار”، ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سيثير في القمة موضوع متابعة التوصيات، وخصوصاً بعد قرار سابق لم ينفذ بتشكيل وفد مشترك يجول على الدول العربية حاملاً مطالب لمساعدة لبنان تعبر عن كل مكونات المجتمع اللبناني. كذلك سيقترح تحويل القمة الروحية مؤسسة دائمة للتشاور فلا تكون ظرفية.
وأشارت مصادر روحية قريبة من البطريركية لصحيفة “السياسة” الكويتية الى أن الاستحقاق الرئاسي سيكون في مقدمة أولويات البحث، بما يؤكد على ضرورة إجرائه في أسرع وقت، كذلك الأمر دعم المؤسسات الدستورية والعسكرية والامنية وتحقيق الوفاق واستكمال الحوار والمحافظة على صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين، إضافة إلى التشديد على الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق.
من جهته، أكد المطران سمير مظلوم في تصريح لـ“السياسة” الكويتية أن جدول أعمال القمة الروحية سيركز على الاوضاع في لبنان والمنطقة، مشدداً على ان الملف الرئاسي سيكون بنداً أساسيا.
ولفت مظلوم الى ان الظروف حتى الآن لا تساعد على انجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب، ولا يبدو أن هناك معطيات جديدة يمكن ان تساهم في اجرائه، معتبرا ان المواقف المتصلبة للفرقاء اللبنانيين لا تبشر بالخير.
وفي حديث آخر الى اذاعة “صوت لبنان – 93.3″، اكد انه ليس مطلوبا من السلطات الدينية ان تعالج المشاكل الأساسية والخلافات الكبيرة في لبنان والمنطقة، وقال: “لكن هذا لا يمنع المسؤولين السياسيين من أن يعتبروا انفسهم مسؤولون عن المنطقة، وبالتالي لا مانع من ان يتشاوروا في ما بينهم بهدف تقريب وجهات النظر، وتوعية ضمائر المسؤولين وتذكيرهم بواجباتهم”.