لفتت مصادر مواكبة لصحيفة “الحياة” الى ان “استمرار الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” لا يعني أبداً، أن الفرصة متاحة أمامهما لإخراج ملف الرئاسة الأولى من التجاذبات التي يتخبط فيها لمصلحة التفاهم على رئيس توافقي ينهي الشغور بمقدار إظهار رغبتهما في تحييد الساحة اللبنانية عن الحرائق المشتعلة في المنطقة ومنعها من الاقتراب من البلد. لا سيما ان ليس في مقدور المتحاورين إيجاد حلول للمشكلات في المنطقة لأنها أكبر من قدرتهما”.
واكدت أن “الطرفين سيبذلان جهداً فوق العادة من أجل المضي في تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، على رغم أن “المستقبل” بادر الى التصدي للحملة التي شنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية وعدد من البلدان العربية فيما إيران ما زالت تتعامل “بديبلوماسية” مع عملية “عاصفة الحزم”.
وأشارت الى “وجود صعوبة في مقاربة الطرفين ملف رئاسة الجمهورية، ولو من باب تفاهمهما على الحد الأدنى من المواصفات التي يفترض أن يتحلى بها الرئيس العتيد، وتعزو السبب الى أن “المستقبل” يصر على أن يبقى البحث محصوراً في الرئاسة وليس في الرئيس، كما يطالب “حزب الله”، الذي أعلن مراراً وتكراراً بلسان عدد من المسؤولين فيه عدم نزوله الى البرلمان لانتخاب رئيس ما لم تكن النتيجة محسومة سلفاً لمصلحة رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون”.
وسألت المصادر “هل المطلوب، من وجهة نظر “حزب الله”، أن تتحول جلسة الانتخاب الى جلسة لتعيين العماد عون رئيساً للجمهورية؟ وتقول إن مجرد البحث في المواصفات التي يفترض أن تنطبق على الرئيس التوافقي سيقود حتماً الى إخراج “الجنرال” من حلبة المنافسة على الرئاسة الأولى. من أين استحضر نصرالله المعلومات التي أوردها في خطابه الأخير، وفيها أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يضع “فيتو” على انتخاب عون؟ وتقول إذا كان المقصود من وراء كلامه هذا أن الوزير الفيصل قال ذلك لدى استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الحريري فإن هناك من أقحمه في “معلومة” خاطئة لأنه لم يكن حاضراً لقاء الرياض”.
واعتبرت أن “نصرالله لم يخدم عون من خلال تركيزه على “معلومة” كان سبق لبعض وسائل الإعلام أن انجرَّت إليها وبادر إلى بناء موقفه على أساس أنها دقيقة وموثّقة. وترى أن نصرالله بمواقفه من “عاصفة الحزم” لم يحرج عون على أساس أنه مرشحه الأول لرئاسة الجمهورية وإنما يكاد يخرجه من المنافسة. عون أربك نفسه من حيث لا يدري من خلال إصراره على رفض التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، وأولهم قائد الجيش العماد جان قهوجي لمصلحة تعيين العميد شامل روكز خلفاً له، في الوقت الذي يطمح فيه الى انتخابه رئيساً للجمهورية”.