نجلة حمود
لم يُقدّر لمزارعي البطاطا في سهل عكار أن ينعموا بتطبيق العمل مع اتفاقية الشراكة الأوروبية الموقعة مع لبنان، التي تقضي بتصدير 50 ألف طن من البطاطا إلى الأسواق الأوروبية. وكانت البطاطا العكارية قد حصلت على «صك براءة» من العفن البني والعفن الحلقي، إثر صدور نتائج الدراسة التي أجرتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، في العام 2005، والتي شملت 252 عينة من البطاطا المزروعة في مناطق عكار. الأمر الذي «زرع» الأمل لدى المزارعين بفتح أسواق جديدة للتصدير وحلّ مشكلة تصريف الإنتاج، التي تفاقمت في السنوات الماضية جراء «الفيتو» الذي تضعه دول مستوردة على البطاطا اللبنانية بحجة عدم مطابقتها المواصفات العالمية وإصابتها بالأمراض الحجرية.
يُعتبر مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في العبدة — عكار ميشال عيسى الخوري أن هناك ثلاث قضايا يجب التوقف عندها في مسألة تصدير البطاطا العكارية، وهي:
«أولاً، عدم زراعة العكاريين أصنافاً مرغوبة من الاتحاد الأوروبي. لذلك تعمل مصلحة الأبحاث الزراعية على إدخال أصناف جديدة مرغوبة في الاتحاد ومقبولة في السوق المحلية، وذلك بالتنسيق مع المزارعين. وهذا الأمر يمكن معالجته عبر اقتراح عقود بين التاجر الأوروبي والتاجر العكاري لمعرفة الأصناف المرغوبة وتجربتها.
ثانياً، حصول المزارع العكاري على شهادة الغلوبال غاب أي (المعاملات الزراعية الحسنة) والتي تعد بمثابة «فيزا» لعبور الانتاج العكاري إلى مختلف البلدان الأوروبية.
ثالثاً، ضرورة ايجاد مشاغل في منطقة عكار، للقيام بتوضيب البطاطا بالطريقة النموذجية، لأن بلدان الاتحاد الأوروبي تمنع استيراد البطاطا التي تضم كميات من الأتربة. ووظيفة تلك المشاغل غسيل المنتج وتوضيبه بالشكل المناسب».
ويشدد عيسى الخوري على أن «الدراسات المتلاحقة التي قامت بها مصلحة الأبحاث، منذ العام 2005، أكدت خلو المحصول من الأمراض الحجرية أي (العفن البني والحلقي).
وهو ما يفتح آفاقاً جديدة لمزارعي البطاطا العكاريين، لأن أوقات جني المحصول تتزامن مع حاجة الأسواق الأوروبية إلى البطاطا».
ويدعو المزارعين إلى «تسجيل اسمائهم كمزارعين مصدّرين في وزارة الزراعة كي تتمكن من اعتماد نظام التتبع الذي يقضي بمتابعة المزارع منذ استيراد البذار حتى تصدير المنتج». ويوضح أن «هذه الخطوة تمكّن المزارع من الحصول على دعم 20 في المئة أكثر من المزارع العادي».
ويؤكد رئيس «الجمعية التعاونية لمزارعي البطاطا في عكار» عمر الحايك لـ «السفير» حرص المزارعين العكاريين على الالتزام بالمواصفات العالمية للانتاج، لأننا نعول على تصدير مواسمنا الزراعية إلى السوق الأوروبية، خصوصاً بعد الأزمات المتكررة التي أصابت القطاع الزراعي، وتأثر السوق بتدهور الأوضاع الأمنية في البلدان المجاورة».
ويكشف عن «أن بلدية الكويخات مستعدّة لتقديم قطعة أرض لإنشاء مشغل متطور في منطقة عكار».
في الأثناء، أعلن رئيس «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال» توفيق الدبوسي، خلال ندوة نظّمها «تيار المستقبل» في بلدية حلبا، «أن الغرفة بالتنسيق مع الغرف الأخرى تعمل لإزالة العقبات أمام تصدير الخمسين ألف طن».