ماذا يجري في اتحاد التايكواندو في لبنان؟ وهل يُعقل أن لبنان لن يكون ممثلاً في كل الأوزان في بطولة آسيا التي تجري بين 11 و17 نيسان 2015 في تايبه؟
تؤكد مصادر مطلعة على أن اتحاد التايكواندو بات أشبه بـ”دكانة” يديرها عمليا أمين سر الاتحاد جورج زيدان لمصلحته الشخصية ومصلحة عدد محدود من الأندية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، على حساب 38 نادي مسجلين رسميا في الاتحاد. وهذا الواقع أدّى إلى مشاركة 17 نادياً من أصل 38 في بطولة لبنان التي نظمها ما بات يُعرف بـ”اتحاد جورج زيدان” في 15 و22 آذار 2015 على ملعب المون لاسال في عين سعادة.
وتشير المصادر المتابعة لتفاصيل اللعبة أن زيدان بات يعمل عملياً لمصلحة النادي الذي يمثله، بحيث يهمّه تأمين إرسال لاعبيه الى الخارج، كما حصل السنة الماضية حين وصلت دعوة من الاتحاد العربي للتايكواندو الى الاتحاد اللبناني للتايكواندو للمشاركة في البطولة العربية للاتحادات والأندية، فوضع زيدان الدعوة في جاروره ولم يبلّغ أي نادي من الأعضاء في الاتحاد بوجودها، وأرسل لاعبه شربل جمعة الى البطولة التي شارك فيها ناديان لبنانيان فقط عرفوا بالبطولة عن غير طريق الاتحاد. وعندما راجع بعض المعنيين زيدان عمّا فعله ولِمَ لم يتولَّ إبلاغ الأندية بالدعوة الموجودة، كان جوابه: “إبلاغ الأندية يحتاج الى قرار من الاتحاد الذي لم يكن لديه الوقت اللازم للاجتماع”!!!
لكن زيدان، ولكي يحمي نفسه، وضع نفسه في خدمة نايين غير ناديه الصغير، وهما ناديي المون لاسال والأنترانيك، بحيث يؤكد المتابعون أن زيدان ينفذ كل تعليمات الماستر باسم عاد.
ولخدمة الناديين المذكورين أصرّ زيدان على إجراء بطولة لبنان 2015 وما أسماه “تصفيات” في العام 2014على ملعب المون لاسال، رغم اعتراض أندية كثيرة، ورغم أن ملعب المون لاسال صغير، وكان الاتحاد يستطيع إجراء البطولة في مجمّع إميل لحود الرياضي في الدكوانة أو على ملعب نادي الشانفيل اللذين يتسعين لأعداد مضاعفة من الحضور والحلبات للاعبين، وذلك على سيبل المثال لا الحصر.
وتشير المصادر الرياضية الخبيرة في رياضة التايكواندو الى سلسلة ممارسات يقوم بها أمين سر اتحاد اللعبة جورج زيدان خلال البطولات، من تلاعب بالنتائج عبر تعيين حكّام يدينون بالولاء له وللناديين المذكورين للتمكن من فرض النتيجة التي يريدها لمصلحة هذين الناديين. وهذا ما حصل في البطولتين الأخيرتين في الـ2015 والـ2014 بشكل فاضح بلغ حدّ اعتبره خبراء في اللعبة أنه وصل الى “مهزلة تحكيمية” فاق كل تصوّر استهدف عددا من الأندية وعددا كبيرا من اللاعبين. ووعد المصادر بتزويدنا بتفاصيل كاملة سيتم نشرها في حلقات لاحقة. وتكتفي المصادر بالإشارة على سبيل المثال الى أن نادي الشانفيل أرسل كتابين اعتراضيين الى الاتحاد من أجل تزويد النادي بفيديو عدد من المباريات بعد تأكد للفريق المتخصص في النادي وجود مخالفات تحكيمية كبرى، ومن أجل إعادة النظر بالمباريات المشكو منها، لكن الاتحاد لم يكلّف نفسه عناء ردّ على كتابي الشانفيل بعد أكثر من أسبوعين!
وتمثلت قمة الفضيحة هذه السنة، بعد تأكيد عدد من اللاعبين الذين تمّ التلاعب بالنتائج ليحلّوا في المراكز الأولى عدم رغبتهم بالسفر للمشاركة في بطولة آسيا، فلم يعمد زيدان الى تسمية من حلّوا بعدهم في المركز الثاني لتمثيل لبنان كما يجب قانوناً، ما يحرم لبنان تمثيلاً واسعاً في البطولة ويمنح اللاعبين المشاركين خبرة دولية مهمة، وذلك رغم طلب الأندية المعنية من الاتحاد الموافقة على إرسال لاعبيها الذين حلّوا في المراكز الثانية كبدلاء عن اللاعبين الذين احتلوا المراكز الأولى ولا يرغبون في المشاركة في بطولة آسيا. يضاف إلى ذلك ان اللاعبين يسافرون على نفقتهم الخاصة لتمثيل لبنان ولا يتكبد الاتحاد حتى عناء تأمين الفيز والحجوزات اللازمة.
ويبقى السؤال ما الهدف من حرمان لبنان تمثيلاً واسعاً في البطولة الدولية، وخصوصاً أن أحد اللاعبين المحرومين سبق له أن فاز على بطل آسيا في بطولة الفجيرة الدولية في افمارات العربية المتحدة في شهر شباط الماضي.
أما السؤال الأهم فهو: الى متى يُبقي جورج زيدان الاتحاد اللبناني للتايكواندو بمثابة “دكانة” صغيرة تابعة له لتنفيذ مصالحه الشخصية؟ ومتى تتحرّك وزارة الشباب والرياضة لوضع يدها على مخالفات اتحاد التايكواندو التي باتت تشكل فضية رياضية مدوية؟
وللموضوع تتمة ومتابعة حتماً…