وقعت الحكومة اللبنانية في الأيام الأخيرة في حرج واسع جرّاء الهجوم الناري الذي شنّه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على السعودية والردود الحادة عليه من أطراف داخليين في مقدمهم الرئيس سعد الحريري. فجاءت كلمة رئيس الحكومة تمام سلام واضحة تماماً في هذا التأييد، بل زاد عليها سلام وفي شكل لافت حيّزاً خاصاً شكر عبره السعودية لهباتها السخية في دعم الجيش اللبناني. وهو الامر الذي اكتسب دلالة بارزة اعتبرته اوساط وزارية لبنانية لصحيفة “الراي” الكويتية انه “شكّل رسالة واضحة الى العرب بأن الحكومة لن تتأثر بهجوم نصرالله على السعودية بل قدّمت المصلحة اللبنانية العليا مهما كلف الأمر، ولذا كان تأييد العملية العسكرية على قاعدة احترام الشرعية في كل دولة عربية ومن ثم كان تأييد إنشاء (قوة عربية مشتركة)”.
اما في ما يتصل بالحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” والذي يبدو واضحاً انه سيستمر كما يؤكد طرفاه، فان الأوساط الوزارية لفتت الى ان “هذا الحوار لا يزال يشكل نقطة التحييد الفعلية الوحيدة للواقع الداخلي عن تطورات الخارج الاقليمي وستثبت الجولة المقبلة منه في الثاني من نيسان المقبل هذا الامر مجدداً”.
وإذا كان من حصيلة واقعية لهجوم نصرالله على السعودية بعد 3 ايام من إلقائه هذه الكلمة، فان الأوساط الوزارية اللبنانية تجزم بأن “لبنان تمكّن من تجاوُز تداعيات الهجوم ديبلوماسياً وعربياً، ولو ان التداعيات السياسية يصعب تجَاوُزها بسرعة، ولكن مجمل الحصيلة تُحتسب في خانة خطأ فادح ارتكبه الحزب وقائده وظهر معه انه فوجئ الى أبعد الحدود بالعملية السعودية وما ترتّبه من أبعاد على وضع حدّ للنفوذ الايراني الذي فشل نصرالله في تمييز حزبه عن كونه ذراعاً له”.