دعا أمير الكويت صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح مجلس الأمن لإيجاد حلّ في سوريا، معلنًا مساهمة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار أميركي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري.
كلام الصباح جاء خلال مؤتمر المانحين للنازحين السوريين في الكويت بمشاركة أكثر من 80 دولة، إضافة لمنظمات الأمم المتحدة، حيث لفت الى أنّ الأزمة الإنسانية السورية تهدّد المنطقة، وأنّ الكارثة الإنسانية حوّلت سوريا الى دمار.
وإذ ذكّر بأنّ هناك 219 ألف قتيل سوري و12 مليون مهجّر و4 ملايين لاجئ سوري في الخارج، أشار أمير الكويت الى أنّ الهدف هو وضع حدّ للأزمة الإنسانية السورية.
بدوره، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ ما من حلّ عسكري في سوريا والحلّ الإنساني هو الأمثل لإسدال ستار هذه الحرب، داعيًا للتبرع بـ 8 مليارات دولار لدعم الشعب السوري وتحقيق التنمية في سوريا.
بان كي مون لفت الى المساعي الأممية لحلّ هذه الازمة، إذ أنّ 4 من كلّ 5 سوريين في أزمة إنسانية، وأشار الى أنّ سوريا تواجه أسوأ أزمة في تاريخنا المعاصر، مطالبًا المجتمع الدولي بمساعدة الشعب السوري لأنّ العنف في سوريا بات أمرًا غير مقبول.
وأكّدت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أنّ على المجتمع الدولي الإلتزام بحل أزمة سوريا الإنسانية، وقالت: “نحن بحاجة الى إلى 8,4 مليار دولار لمساعدة السوريين، إنّ نصف الشعب السوري بحاجة للمساعدة والحرب تقضي على الأبرياء”،
وأشارت الى أنّ النظام السوري مستمرّ بقصف الشعب بالبراميل المتفجرة، وأنّ 100 ألف نزحوا عن سوريا الأسبوع الماضي و80% من البنى التحتية في سوريا شبه مدمّرة.
ورأى رئيس حكومة الأردن عبدالله نسور في مؤتمر المانحين أنّه لا يلوح في الأفق أي حلّ للأزمة السورية، وقد تكون عمان مضطرّة لاتّخاذ قرارات صعبة في هذا الشأن، مناشدًا دعمًا دوليًا لمواجهة أزمة اللاجئين، إذ أنّ هؤلاء أصبحوا يشكّلون نحو 20% من سكان الأردن الذي استُنفذت موارده بسببهم.
بدوره، شكر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح الذي كان سباقًا في دعم لبنان وللدول العربية كافة لدعمها لبنان في مواجهة أزمة النازحين السوريين.
ولفت الى أنّ الأزمة السورية غير مرشحة للإنتهاء، وأنّ “الثمن الذي يدفعه لبنان يتخطّى قدرته على التحمل”.
أمّا السعودية فقدّمت بدورها 150 مليون دولار كمساعدات للشعب السوري، بحسب ما صرّح به وزير المالية السعودي ابراهيم العساف الذي أكّد أنّ المملكة قدمت مساعدات سابقة للسوريين بقيمة 600 مليون دولار، مطالبًا المجتمع الدولي بأن لا يبقى مراقبا صامتا للأزمة السورية.
وكلمة الإمارات ألقتها وزيرة التنمية لبنى القاسمي موضحةً أنّ 90% من تعهدات المؤتمر الثاني نفّذت، وأنّ بلادها تقدّم 100 مليون دولار للسوريين.
ورأى وزير الخارجية المصري سامح شكري أنّ لا بوادر لانفراج الأزمة السورية حتى الان شكري، موضحًا أنّ استضافة اللاجئين السوريين يكلف مصر 115 مليون دولار، وهناك عجز في توفير الدعم المالي للدول المستضيفة للاجئين.
وأضاف: “بات واضحًا أنّ الحلول العسكرية لن تنجح في سوريا ونتطلع لوفاء المانحين بوعودهم”.
وزير خارجية قطر محمد العطية ألقى كلمة بلاده، مؤكّدًا أنّ المجتمع الدولي يمرّ بأزمة أخلاقية لغيابه عمّا يحصل في سوريا، موضحًا اقتراح قطر إنشاء صندوق يخصّص لتعليم مليوني طفل سوري حُرموا من التعليم، إضافة الى سعيها بناء مدارس داخل مخيمات اللاجئين.