على رغم المواقف المتشنجة التي صدرت عن أطراف فاعلين على الساحة الداخلية، غداة عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثيين وداعميهم في اليمن، ظلت الأسواق اللبنانية هادئة على ترقب نظراً الى التزام القيادات اللبنانية مواصلة الحوار في ما بينها لضبط الوضع الداخلي وابقائه بمنأى عن الصراعات الاقليمية. إلا أن ذلك لم يكن من شأنه حتى الآن تبديد مشاعر القلق من المخاطر التي تنطوي عليها هذه المرحلة، بدليل استمرار أجواء الحذر المحيطة ببورصة بيروت التي اتسم اداؤها بكثير من التردد في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها مع استمرار التباعد بين العروض والطلبات التي تناولت عدداً منها والتي لم يقيض لها ان تلتقي الا انتقائياً في إطار تلبية حاجات البعض من السيولة.
وأدى ذلك الى تراجع أسهم “سوليدير” فئة “أ” من 11٫35 الى 11٫10 دولاراً وارتفاع الفئة “ب” من 11٫12 الى 11٫16 دولاراً مع أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1٫71 الى 1٫73 دولار وأسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H وE من 26٫25 الى 26٫50 دولاراً واستقرار التفضيلية – I على 25٫00 دولاراً وارتفاع شهادات ايداع “بلوم بنك” من 10٫00 الى 10٫05 دولارات.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم انفست” للأسهم اللبنانية بتراجع نسبته 0٫02 في المئة على 1224٫22 نقطة، في سوق هادئة على حذر تبودل فيها 48889 صكاً قيمتها 297910 دولارات، في مقابل تداول 34644 صكاً قيمتها 361187 دولاراً الجمعة الماضي.
تراجع الأورو وتماسك البورصات
في الخارج، تجددت الضغوط على الأورو مطلع الأسبوع دافعة به نحو عتبة الـ1٫08 دولار على رغم ارتفاع أسعار الاستهلاك في المانيا بنسبة 0,5 في المئة في آذار عنه في شباط وبوتيرة سنوية نسبتها 0,1 في المئة، في اشارة الى غياب مظاهر انكماش الاسعار (deflation) في اكبر اقتصاد في المنطقة الذي لم يطمئن كثيرا المستثمرين حتى بعد اطلاق المركزي الاوروبي خطته التحفيزية منذ مطلع الشهر واستمرار انحسار الانفاق الاستهلاكي للأميركيين الذي لم يرتفع اكثر من 0,1 في المئة في شباط عنه في كانون الثاني، فيما زادت مداخيلهم بنسبة 0,25 في المئة في الفترة عينها. عزا خبراء القطع هذا الامر الى اعلان كبير الناطقين باسم المفوضية الاوروبية امس ان المحادثات التي جرت بين اليونان ودائنيها في بروكسيل أحرزت بعض التقدم من غير ان تصل الى نتيجة في مناقشة مجموعة الاصلاحات المالية التي قدمتها اثينا اليهم لضمان حصولها على تمويل جديد لايفاء ديونها قبل ان ينفد ما لديها من السيولة لهذه الغاية الشهر المقبل. في غضون ذلك، جاء الاعلان ان وعود بيع الشقق السكنية في الولايات المتحدة ارتفعت في شباط بنسبة 3,1 في المئة بما فاق التوقعات التي لم تتجاوز 0,4 في المئة ليحرك الاقبال على العملة الاميركية، فأقفل الاورو في نيوروك بـ1,0815 دولار في مقابل 1,09 الجمعة الماضي، في تطور جعل اونصة الذهب تقفل ضعيفة على 1185,50 دولارا في مقابل 1197,75 في الفترة عينها. في غضون ذلك، انتعشت البورصات الاوروبية بدعم من تحسن مؤشري الثقة الاقتصادية ومناخ الاعمال في منطقة الاورو في آذار، فاقفلت بارتفاع راوح بين 1,83 في المئة في فرانكفورت و0,07 في المئة في لشبونة. كما أنهت وول ستريت جلسة امس بارتفاع بفضل صفقات اندماج في قطاعي التأمين الصحي والتكنولوجيا الحيوية بما مقداره 263,65 نقطة على 17976,31 نقطة لداو جونز الصناعي و56,22 نقطة على 4947,44 نقطة لناسداك.