رفضت الولايات المتحدة مقترحات الرئيس السوري بشار الأسد وتصريحاته لقناة “سي بي إس” الأميركية، أنّه على استعداد لإجراء حوار مع الولايات المتحدة ما دام مبنياً على الاحترام المتبادل. وشدّد مسؤولو الخارجية الأميركية على فقدان الأسد لشرعيته، وأنّ الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل السياسي في سوريا.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركي جيف راثكي في مؤتمر صحافي: “كما قال وزير الخارجية جون كيري، فإنّ الأسد فقط شرعية نظامه تجاه الشعب السوري الذي ساعدت وحشيته على صعود المتطرفين، مثل مسلحي “داعش”، وقلنا لفترة طويلة إن الأسد ورفاقه أياديهم ملطخة بالدماء ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل السياسي”.
وأضاف راثكي: “بشار الأسد يستطيع وقف الصراع الدائر في سوريا من خلال إعلان استعداد حكومته للدخول في حوار جاد مع المعارضة السورية للتوصل إلى تسوية سياسية حقيقية تتماشي مع بيان جنيف، ولديه القدرة على وقف التعذيب والقتل المنهجي والعنف الجنسي والاعتقال والبراميل المتفجرة والغارات الجوية والهجمات على المدنيين بغاز الكلور ووقف رفض مطالب شعبه بالإصلاح والحرية والكرامة، وواضح جدا ما يجب القيام به لإحراز تقدم في سوريا”.
وحول استعداد الولايات المتحدة للدخول في حوار مع الأسد، قال راثكي: “أعتقد أنه من المهم الرد بأنه لا يوجد دليل في تصريحات الأسد أنه على استعداد للمشاركة على أساس مبادئ جنيف، وليس هناك ما يشير إلى أنه رغب في حوار هادف مع المعارضة بما يؤدي إلى حل سياسي”.
وعلى الرغم من التصريحات السابقة التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإنّ الولايات المتحدة مضطرة إلى التفاوض مع الأسد حول مستقبل سوريا، إلا أنّ مسؤولي الخارجية الأميركية شدّدوا على فكرة وجود مقعد للمسؤولين الحكوميين في المفاوضات للتوصل إلى صيغة الحكم الانتقالي. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية: “هناك حاجة للعودة إلى الحل الدبلوماسي بما يتفق مع مبادئ بيان جنيف، وبطبيعة الحال هناك حاجة إلى ممثلي نظام الأسد ليكونوا جزءا من هذه العملية، ووجهة نظرنا بشأن الأسد واضحة جداً، فالمسار للمضي قدما لا بد أن يستند إلى مبادئ بيان جنيف، ولا نعتقد أن هناك شيئا في المقابلة أشارت إلى قبول الأسد لمبادئ بيان جنيف”.
وكان الرئيس بشار الأسد قد أبدى انفتاحه على المفاوضات مع الولايات المتحدة في مقابلة مع المذيع تشارلي روز في برنامج “60 دقيقة” أذيعت مساء الأحد الماضي، مشيراً إلى تفاؤله بإمكانية التنسيق بين حكومته والحكومة الأميركية، وقال: “نأمل أن الإدارة الأميركية بدأت في التخلي عن سياسة عزل النظام السوري، فهي سياسة مضرة لنا ولهم”، وأضاف الأسد: “نحن دائماً منفتحون للحوار ولم نغلق أبوابنا”، موضحاً أنّ الأزمة السورية لا يمكن إنهاؤها عسكريا، وقال: “كل صراع حتى لو كان حرباً يجب أن ينتهي بالحل السياسي”.