تعقد الحكومة اللبنانية جلسة قد لا تكون عادية في حال صدق توعد “حزب الله” بنقل اعتراضه على خطاب رئيسها تمام سلام في القمة العربية في شرم الشيخ. موقف يضع التوافق الحكومي ومعه التوافق الحواري على المحك.
وبين احتمال نقل الاعتراض الى الطاولة الحكومية او الاكتفاء بالتعبير عنه اعلاميا، لفت مصدر سياسي رفيع لصحيفة “النهار” الكويتية الى ان جملة مسائل مهمة تدحض الاحتمال الأول، وتبقي على احتمال اقتناع الحزب بضرورة الاكتفاء بما صرح به احد وزرائه في الاعلام.
فأولا، لم يلق الحزب تأييدا علنيا لموقفه من خطاب سلام الداعم للجبهة العربية الموحدة ضد الحوثيين في اليمن. بل على عكس ذلك تماما التزم حلفاء الحزب الأساسيون تحديدا الرئيس نبيه بري ورئيس “تكتل الاصلاح والتغيير” العماد ميشال عون الصمت. صمت ان دل، فعلى عدم استعداد الجهتين للدخول في سجال مع دول الخليج العربي، لن يجنيا منه سوى المزيد من الخسائر على المستوى الاقتصادي على الأقل، ان لم نأخذ في الحسبان الخسائر السياسية.
وأردف المصدر لصحيفة “النهار” الكويتية ان “الرئيس نبيه بري يحاول من خلال صمته كسر آحادية المسار السياسي الشيعي التابع لايران، واثبات حضوره كقوى سياسية شيعية لبنانية معتدلة”، لافتا الى ان “الرئيس نبيه بري يستفيد في مثل هذه الفترات المأزومة من موقعه الوسطي، فنراه يجنح نحو الوسطية اكثر ويلتزم الصمت ضمن حنكته ومرونته السياسية المعهودة، ليحفظ ماء الوجه مع من لديه مصالح معهم في الخارج”.
وتابع المصدر نفسه: “اما بالنسبة للعماد ميشال عون، فان صمته ان دل، فعلى تمسكه حتى النهاية بكل شعرة قد تسرع وصوله الى سدة الرئاسة ما يجعله بعيدا كل البعد عن اطلاق مواقف سياسية ضد المملكة العربية السعودية”.
واعتبر المصدر السياسي انه “من هذا المنطلق، ولأن “حزب الله” يتفهم خصوصية حلفائه في عدم دعم مواقفه النارية فقد يكتفي بالموقف الاعلامي ويتجنب بالتالي نقل ملف خلافي جديد الى الحكومة طالما انه على علم مسبق بأنه لن يلق الغطاء السياسي المطلوب له من حلفائه على الأقل”.