رنا سعرتي
إستفاق رصيف الحوض الرابع في مرفأ بيروت، على حلّة جديدة أمس، بعدما تبيّن انّ التحضيرات للمباشرة بعمليات الردم ما زالت مستمرّة، إلّا انها هذه المرّة، نُفّذت ليلاً، لتُفاجىء صباحاً مُتتبعي هذا الملف في المرفأ.
لم يلقَ بيان اجتماع بكركي، الذي انعقد بداية الاسبوع، آذاناً صاغية. وتمّ من جديد تجاهُل مطلب الأحزاب المسيحية الخمسة برعاية بكركي، التزام وَقف أعمال الردم كليّاً لغاية التوصّل الى تفاهم نهائي.
فقد تفاجَأ أصحاب الشاحنات في مرفأ بيروت صباح أمس بوجود شريط على طول رصيف الحوض الرابع لم يكن موجوداً أمس الاول، ليتبيّن انّ أعمال الردم مستمرّة، ولكن ليس في وضح النهار بل في عتمة الليل.
المطران صيّاح
واعتبر النائب العام البطريركي المطران بولس صيّاح «اننا حصلنا على تعهّد في السابق بتجميد أعمال الردم، ولكن تمّ الغدر به». وفيما وصف ما يجري بعملية شدّ حبال، قال لـ«الجمهورية» إنه «من المؤسف التعاطي مع هذا الملف بهذه الطريقة التي لا تشرّف أحداً».
وذكر انه بعد التواصل مع رئاسة الحكومة في نهاية الاسبوع الماضي، تمّ تجميد أعمال الردم، على أمل تأليف اللجنة التي سبق أن اقترحها رئيس مجلس ادارة المرفأ حسن قريطم، والتي تضمّ أخصائيّين بهدف عرض قرارها على مجلس الوزراء. وشدد صيّاح على انّ قرار ردم أرض تابعة للدولة لا يُتّخذ سوى بقرار حكومي، فأرض المرفأ ملك للدولة وليست ملكاً لأفراد معيّنين.
صوايا
من جهته، توقّع رئيس نقابة مالكي الشاحنات نعيم صوايا مواجهة قريبة بين الطرفين المتنازعَين على ملف ردم الحوض الرابع، لأنّ رئيس الحكومة مصرّ على قرار الردم بغضّ النظر عن الخلفيات او التداعيات.
وقال لـ«الجمهورية» إنه في غضون اليومين المقبلين قد نضطرّ للاعتصام على أرض المرفأ بمساندة حشود من الاحزاب الخمسة: «التيار الوطني الحرّ»، «الكتائب»، «القوات»، «المردة»، و«الطاشناق» في حال استؤنفت عملية ردم الحوض الرابع.
وفيما ذكّر انّ النقابة وبكركي تطالبان منذ سنة بتأليف لجنة لدرس هذا الملف، قال انّ الرئيس سلام يرفض ذلك. واعتبر انّ «مخطط الطرف الآخر لن يقتصر على ردم الحوض الرابع فقط، بل سَيليه في المستقبل الحوض الثالث، ليصبح مرفأ بيروت مرفأ سياحياً تجارياً يضمّ شركات تابعة لهم. يريدون مَحو المرفأ عن خريطة بيروت».
امّا عضو نقابة أصحاب الشاحنات فوزي شكور، فرَجّح أن تكون أعمال الردم او التحضيرات لها تتمّ ليلاً من خلال الاستعانة بغطّاسين.
واوضح انّ النقابة تستعد للتحرّك، وتتواصَل أيضاً مع نقابة تجار المواشي التي استدركت خطورة المضيّ بعملية ردم الحوض الرابع.