اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح في حديث لصحيفة “السياسة” الكويتية، أن الانتقادات التي صدرت عن قيادات في “حزب الله” ومن بينها وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ضد كلمة رئيس الحكومة تمام سلام التي ألقاها في قمة شرم الشيخ، لا تخرج عن إطارها كموقف إعلامي عبر عنه “حزب الله” ولن تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك، لأن الرئيس سلام من خلال تأييده مقررات هذه القمة، لم يخرج عن مضمون البيان الوزاري الداعم للإجماع العربي، خصوصاً عندما تكون إحدى الدول العربية تتعرض لاحتلال أو اجتياح من قبل إيران التي تفاخر بأنها تحتل أربع عواصم عربية، معيدة إلى الأذهان أمجاد الامبراطورية الفارسية، لذلك من الطبيعي أن يكون موقف لبنان الرسمي، من ضمن الإجماع العربي الرافض لهذا الاحتلال، وبالتالي من حق لبنان أن يرفض ولو بالسياسة أي احتلال فارسي لأي بلد عربي.
وقال الجراح: “إن موقف رئيس الحكومة ينسجم مع التوجهات السياسية ويعبر عن آراء غالبية اللبنانيين”، مشيراً إلى أن الذين انتقدوا كلام رئيس الحكومة لن يصلوا إلى حد التهديد بالاستقالة من الحكومة، لأنهم بحاجة إلى هذه الحكومة وهم يعرفون ذلك تماماً، ولكن طالما أنهم يعملون ضمن المحور الإيراني، فهم مجبرون أن يؤيدوا المواقف التي تتخذها إيران، “ولذلك نجدهم يضحون بخيرة شبابهم خدمة لنظام بشار الأسد والمشروع الفارسي في المنطقة”.
وفي تعليقه على هجوم الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله على السعودية، شدد الجراح على أن المملكة لها تاريخ من العلاقات الطيبة مع كل الدول العربية والإسلامية، وبالأخص مع اللبنانيين، و”قدمت الكثير من المساعدات لهم طوال الحرب الأهلية التي امتدت 15 سنة وحتى انعقاد مؤتمر الطائف، كما كانت لها مساهمات كبيرة في إعادة إعمار لبنان وفي حرب يوليو 2006، وكل ذلك كان يتم من خلال الدولة ومؤسساتها، أما العقلية الميليشياوية فهي لا تقبل منطق الدولة وهذا معروف عنها وقد ذهب البعض إلى حد التطابق مع المنطق الفارسي”.
وعن ارتدادات هذا الخطاب على الساحة المحلية، قال الجراح: “المشكلة أن السيد نصر الله يخاطب جمهوره فقط وهو مستعد لتصديقه، لكن كل اللبنانيين يعرفون الحقيقة ولن ينجروا وراء الفتنة المذهبية”. وختم بالتأكيد أن “آخر هم لدى “حزب الله” ماذا يحصل في لبنان، لأنه أصبح جزءاً من المشروع الإيراني ويتطلع إلى مصالح إيران قبل مصلحة لبنان”.