خرجت الحكومة مزهوة بتجاوزها اعتراض “حزب الله” على كلمة رئيس الوزراء تمام سلام في القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ، والذي، وان اثار نقاشاً مستفيضاً في جلسة مجلس الوزراء، أفضى الى بلورة غالبية وزارية واسعة مؤيدة لموقف سلام ولو تمسك الحزب بموقفه المتحفظ عنه.
ولخصت مصادر وزارية لـ”النهار” عناوين مناقشات جلسة مجلس الوزراء بالآتي:
– أثبتت نتائج مناقشات الجلسة أن جميع الأطراف متمسكون بالحكومة.
– ظهر “حزب الله” معزولاً حتى عن حلفائه في حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”.
– لا أحد يزايد على الرئيس سلام في رئاسة الحكومة ورئيس الحكومة لا يستأذن أحداً ليعلن موقفه.
وأفادت المصادر أن الرئيس سلام استهل الجلسة بمداخلة أكد فيها أن كلامه في قمة شرم الشيخ لم يأخذ في الاعتبار إلا مصلحة لبنان واللبنانيين وجاء موزوناً، وهو لا يقول ذلك دفاعا عن نفسه بل ليشرح الموقف الذي قصد عدم الاساءة الى أحد وتعزيز التضامن العربي الذي ظهر مجدداً. وشدد على علاقات لبنان الوثيقة مع المملكة العربية السعودية وأفضالها الكثيرة عليه وكذلك علاقات لبنان مع سائر دول الخليج حيث للبنان مصالح أساسية يجب صونها. وأضاف ان موقف لبنان كان متميزاً في قمة شرم الشيخ وفي مؤتمر الكويت بفضل وحدة الموقف الوزاري.
وكان أول طالبي الكلام بعد الرئيس سلام نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الذي استغرب عدم ورود “إعلان بعبدا” في مقررات القمة العربية على رغم انه صار إعلانا رسميا ودولياً، مشيراً الى ان هناك ما يوحي بأن ثمة من غيّب الاعلان عن توصيات وزراء الخارجية العرب. وسارع وزير الخارجية جبران باسيل الى الرد، فقال إن “إعلان بعبدا” لم يكن مطروحا لكيّ يزال وتساءل لماذا لم يرد الإعلان في مقررات القمة العربية السابقة في الكويت عندما كان الرئيس ميشال سليمان لا يزال رئيسا للجمهورية؟ وعلم ان الوزير باسيل سيعقد ظهر اليوم مؤتمرا صحافياً يتحدث فيه عن هذا الموضوع.
بعد ذلك تكلّم وزير الزراعة حسين الحاج حسن، فاعتبر ان كلام الرئيس سلام في القمة العربية يعبّر عن قسم من اللبنانيين، لافتاً الى أن ما يجري في اليمن هو بين يمنيين ويمنيين وكلهم عرب. وقال انه كان على لبنان أن ينأى بنفسه عما يدور هناك وما أعلن من مواقف لا يعبّر عن موقف الحكومة مجتمعة. وعارض إنشاء القوة العربية المشتركة التي كان يجب أن تنشأ من أجل القضية الفلسطينية وليس من أجل اليمن. وعقب الوزير باسيل على كلام الوزير الحاج حسن بأن القوة العربية المقترحة جاءت من مصر وكانت فكرتها مطروحة قبل أحداث اليمن.
وتابع الوزير الحاج حسن كلامه فتطرق إلى ما وصفه بـ”الارهاب الوهابي” وسانده زميله الوزير محمد فنيش، فتدخّل وزير الداخلية نهاد المشنوق ليقول إن كل ما يقال ويشاع عن الموقف السعودي ينقل بالتواتر ولا أساس له، وان السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري دافع عن بلاده في مواجهة الاتهامات التي وجهت اليها، وشدد على انه من غير الجائز اتهام مذهب بالارهاب. ثم سأل الحاج حسن ما اذا كان يعرف ان القوة العربية المشتركة اتفق على انشائها من دون موافقة اميركا ولا اسرائيل، فهل انتم مع اميركا واسرائيل في هذا الموقف؟
وتلاه وزير العدل أشرف ريفي فقال ان الكلام على عدوان على اليمن هو إخفاء لحقيقة العدوان الايراني الذي حوّل الصراع من عربي – إسرائيلي وإسلامي – إسرائيلي الى صراع عربي – فارسي، رافضاً تصوير الامر وكأنه صراع سنيّ – شيعي. وحيّا الرئيس سلام وقال إن لبنان يرفض في نظامه ان يكون هناك مرشد للجمهورية.
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان الكلام على المذاهب لا يجوز، معتبرا ان الحديث عن هلال شيعي وعن هلال سنيّ سيرسم في النهاية نجمة داود.
بعد ذلك توالى على الكلام وزيرا الصحة والزراعة وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب فدافعا عن الرئيس سلام وتبنّيا مواقفه، ورأى شهيب انه لا يجوز للحكومة بعدما احتوت مسألة سوريا التي هي في قلب البيت الا تتجاوز مسألة اليمن.
وقال وزير العمل سجعان قزي ان كلام الرئيس سلام في قمة شرم الشيخ لا يعبّر عن الحكومة فحسب بل عن دولة لبنان منذ العام 1943 وانضمامها الى جامعة الدول العربية والتزامها الوقوف مع العرب عندما يتفقون والحياد عندما يختلفون.
وشرح وزير الاعلام رمزي جريج مضمون المادة 64 في الدستور التي تعطي رئيس الحكومة صلاحية التحدث بإسم لبنان.
وقد أجمل الرئيس سلام المناقشات، معرباً عن تمسكه بكلامه في قمة شرم الشيخ، واصفا إياه بالموزون والدقيق.وقال انه عدّل مرارا كلامه لئلا يسيء الى أحد، وهو بالتالي لن يأخذ إذنا من أحد ليعلن مواقفه. ووصف ما سمعه من ملاحظات بأنه مفيد لأخذه في الاعتبار في أي موقف جديد له. وفور إنتهاء الرئيس سلام من كلامه صفق الوزراء له.
ونظراً الى ضيق الوقت، صرف النظر عن النظر في جدول الأعمال في ما عدا بعض الامور وأبرزها تعيين السيد فؤاد فليفل امينا عاما لمجلس الوزراء ومحافظا لجبل لبنان بالوكالة.