Site icon IMLebanon

مزارعو الضنية: لخطة بديلة من “الزراعة” بعد عاصفة البَرَد التي قضت على الثمار

DoniyehSnow
نظيم الحايك

لم يكن ينقص مزارعو الضنية إلا البَرَد وهم الذين تعرّضوا لكل أنواع الأضرار، ولم يجدوا أحدا يساعدهم والدولة كانت الغائب الدائم بإستثناء بعض التحركات الإعلامية التي لا تقدّم او تؤخّر، وما زالت آثار الأضرار التي حصلت في السنوات الماضية والتي كشفت عليها لجان الهيئة العليا للاغاثة ولم يتم التعويض عن أي منها حتى الآن. وبالرغم من الضربات المتلاحقة التي تعرّض لها قطاع الزراعة في الضنية، فانه بقي مصدرا مهما لدخل الكثيرين، خصوصا في القرى الجردية التي تنتج كميات كبيرة من الفواكه من مختلف الأصناف. وفي هذا الوقت من كل عام يتخوّف المزارعون من غزو البَرَد وتساقطه بشكل جنوني، وهذا ما حصل قبل أيام في بعض القرى الجردية ومنها كفربنين وبيت حاويك ودبعل الشرقية، والتي مزقت حبات البرد المتساقطة أزهار الأشجار وهشَّمت الثمار التي ما زالت في أيامها الأولى. وسبق ان تعرّضت هذه المناطق في السنوات السابقة لكثير من الأضرار وما زالت تلملم آثارها حتى الآن، وكلها تعتمد على الزراعة كمصدر دخل شبه وحيد لأن الإمكانات المحدودة الموجودة لدى أبنائها منعتهم من تعدد مصادر دخلهم واستمر عملهم الزراعي محور اهتمامهم الأول. وبالرغم من ذلك حافظ هؤلاء على نوعية انتاجهم واستمروا باستصلاح أراضٍ جديدة وزراعتها ببعض الأصناف الجديدة لبث الروح في الحياة التي يعيشون منها ولكن في كل مرة كانت الظروف تعاكسهم، يضاف إليها غضب الطبيعة التي تتحالف ضدهم حتى تحوّلت السنوات العشر الأخيرة لسنوات عجاف على جميع الصعد.
بيت حاويك
في كل عام تنال بلدة بيت حاويك نصيبها من تساقط البرد، ولكنه جاء مبكرا هذا العام حسب ما يقول وليد ناصر الذي اعتبر «ان مزارعي بلدة بيت حاويك يعانون الأمرّين من أكثر من خمس سنوات، ففي كل عام هناك كارثة تحلّ بهم ولكننا اليوم أمام كارثتين، الأولى حلّت بنا في شهر تشرين الأول من العام الماضي حيث اجتاحت السيول البلدة واقتلعت الكثير من الأشجار وجرفت بساتين بكاملها ولم تقم الدولة بأي خطوة لمساعدتنا أو التعويض علينا بالرغم من قيام الهيئة العليا للاغاثة بمسح الأضرار والكشف عليها وكأنها تقوم بذلك لأرشفة الملفات في مكاتبها ليس إلا، وعند مراجعتنا لأي مسؤول نفهم ان التعويض على أية أضرار تدخل عند الحكومة في باب المساومات بين الوزراء لأن كل وزير في حكومة المصلحة الوطنية يعتبر ان من حق منطقته أن تحصل على تعويض مماثل سواء كانت متضررة أو لا. وفي ذلك ظلم كبير لنا نحن الذين نتضرر بشكل دائم ولم يتم التعويض علينا لهذه الحجج وغيرها. ولكن اليوم تعرّض موسمنا للتلف قبل أن ينمو حيث قضت حبات البرد التي تساقطت بشكل جنوني على الأزهار التي لم تَعْقُد ومزَّقت الثمار الوليدة التي لم يتعدَّ عمرها الأيام خصوصا انها ما زالت طريَّة لا يمكنها تحمُّل حجم وقوة البرد الذي تساقط وقضى على ثمار الدراق والخوخ والمشمش والاجاص، وأتى أيضا على الأوراق التي يمكن أن تشكّل حاجز حماية للثمار المتبقية والتي يمكن أن يقضى عليها في الأيام القادمة في حال تجدد عاصفة البرد». ويضيف ناصر ان العاصفة أتت على قسم كبير من موسم بلدته والموسم في بلدة دبعل المجاورة وكذلك في أطراف بلدتي بطرماز وكفربنين.
خطة بديلة
المطالب المتكررة بالتعويض على المزارعين لم تجد آذانا صاغية عند أحد، من هذا المنطلق يرى معظم مزارعي منطقة الضنية ان المطلوب نهضة متكاملة للقطاع الزراعي تنتشله من «الكوما» التي يعيش فيها من أكثر عقد، وترسم له خطة تحدد أولويات الزراعات الحديثة التي يمكن أن تدخل الى بعض القرى وتشكّل فارقا كبيرا في افتصاد الضنية الزراعي، ووِفْقَ بعض الخبراء الزراعيين فان الضنية يمكنها أن تنتج الكثير من الأصناف الحديثة وقد جرت بعض المحاولات وأثبتت نجاحها (كيوي، كستناء) بالإضافة للأصناف التقليدية من النوع الجديد (تفاح، دراق، خوخ). ولكن المشكلة في تعميم هذه الزراعات هي كلفتها العالية حيث يبلغ سعر النبتة الواحدة حوالى 10 دولارات ولم تقم وزارة الزراعة بتوزيع نصوب جديدة. وبما ان تعاطي الوزير أكرم شهيب يختلف عن التعاطي الذي كان سائدا في الفترات السابقة، نقترح عليه خطة بديلة عبر تخصيص منطقة الضنية ببعض الخبراء لإجراء الدراسات الأساسية المطلوبة لمعرفة نوعية الزراعات الحديثة التي يمكن زراعتها في هذه المنطقة، وإلا فان التراجع سيستمر في هذا القطاع الذي يعيش منه أكثر من نصف السكان. ومن نجا منه من عاصفة البرد لن يجد من يشتريه لانعدام التصريف وقلّة الأسواق.