أصبح اليوم باستطاعة أي منزل أو مبنى تجاري في دبي ألا يكتفي فقط بوضع الألواح الشمسية على أسطحه وإنتاج الطاقة لاستهلاكه فحسب، بل أصبح قادرا أن يرتبط بشبكة كهرباء دبي وقادرا على تغذية الشبكة في الإمارة.
ومن اللافت أن شركتين سعوديتين تقدمتا بأقل الأسعار وأكثرها تنافسية لمشروع “شمس دبي” الأول من نوعه، وفازت شركة “أكوا باور” التي تعد شركة عالمية للطاقة مقرها الرياض ومملوكة لجهات سعودية بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع.
وتعد هذه الخطوة هامة جدا لدبي نحو تشجيع انتشار الإنتاج الخاص للطاقة الشمسية، ولكنها تتوقف في جانب مهم منها بوضع تعريفة أو سعر تغذية لهذا الإنتاج، بحيث يسمح ببيع الكهرباء من المنزل إلى الشبكة، وهذا ما لم تسمح به القوانين بعد، وربما يكون محل نقاش في المستقبل.
وقال امتياز ماهتاب، وهو نائب رئيس جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، إن برنامج شمس دبي بشكل عام، لم يضع “أي قيود أو حدود قصوى على الطاقة التي يمكن توليدها، لاسيما أن دبي تطمح لزيادة حصة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء. أما على مستوى الأفراد، فالحد الأقصى هو أنك لا تستطيع تصدير أكثر من كمية الكهرباء التي تستهلكها.
إنتاج الكهرباء بالمنزل
وأعطى ماهتاب في مقابلة مع قناة “العربية” مثالاً لتوضيح الفكرة المثيرة للاهتمام بالقول: لو امتلكت فيلا أو منزلا وطبقت نظام توليد الطاقة الشمسية، فإن كمية الكهرباء التي يولدها هذا النظام سيتم خصمها من كمية الكهرباء التي تستهلكها في فاتورة ديوا. لنفترض أن استهلاك المنزل من الكهرباء هو عشر وحدات من الكهرباء، بينما كانت الألواح الشمسية على سطح المنزل تولد ثماني وحدات، فعليك دفع ثمن وحدتين فقط من فاتورتك.
أما لو ذهبت في إجازة، فإن هذه الوحدات الثماني سيتم خصمها من فاتورتك المستقبلية، لأنك لم تستهلك أي وحدة خلال الإجازة. أي وبشكل مختصر فإنه بحسب النظام الحالي والذي يطلق عليه نظام المقاصة، فلن تستطيع بيع وحدات الكهرباء الإضافية التي تنتجها الألواح على سطح منزلك، لكن في المستقبل عند تحديد تعرفة لبيع الكهرباء فبالتأكيد ستستطيع ذلك.
وأفاد بأن المالك لعدة فلل أو مباني ضمن نطاق سكني واحد فإنه يستطيع عمل مقاصة فيما بينهم في حال كان أحدها ينتج طاقة إضافية من الألواح الشمسية، فيستفيد منها في سداد فاتورة المنزل الآخر.
وبالنسبة للتكلفة، قال ماهتاب لـ”العربية”: يجب على مالك المبنى أن يضع جهاز قياس استخدام الطاقة، وهذا يتوقف على الكثير من الأشياء، مثل كيفية استهلاك الكهرباء، إن كنت تستخدم الكهرباء خلال النهار أم خلال الليل، أو إذا كنت في إجازة مثلاً، ولدينا بعض التقديرات ونستطيع أن نقول إنه بإمكانك تحقيق عائد على الاستثمار خلال سبع إلى ثماني سنوات وهذا أسرع بكثير من التسديد لأقساط منزلك.
وإذ تطلعنا على بقية الدول ففترة الاسترداد بحسب ماهتاب تعتمد على عدة عوامل، من بينها تعرفة التركيب وعدد الساعات، ولكن المثير في دبي أن سعر الألواح الشمسية منخفض جداً مقارنة بالأربع سنوات الماضية.
شركات سعودية
كما أن أشعة الشمس قوية في نهار دبي، وهي أكثف بمرتين من ألمانيا واليابان، مما يعني أن العائد على الاستثمار سيكون أسرع حتى لو لم تكن تبيع الطاقة إلى شبكة الكهرباء الحكومية هذا إضافة إلى سعر الكهرباء الحالي والذي يتجه إلى الارتفاع حول العالم مما يعني أنك ستسفيد أكثر مستقبلاً.
وأشار ماهتاب إلى إعلان دبي مسبقا عن مشروع طاقة شمسية بطاقة واحد غيغاوات لعقود التطوير المستقل أو ما يسمى بال IPP وكانت قد فاجأت شركة “آكوا باور” السوق مؤخرا بتسعيرة منخفضة جدا تعتبر الأدنى عالميا، وهو أقل من 6 سنتات، وقد تقدمت شركة عبداللطيف جميل أيضا بنفس الأسعار، وقد حصلت اكوا باور على مشروع بطاقة 240 ميغاوات، ويتبقى الإعلان قريبا عن مشروع بطاقة قدرها 700 إلى 800 ميغاوات في أواخر هذا العام أو بدايات العام المقبل.
وتحدث ماهتاب عن انخفاض أسعار توليد الطاقة بشكل كبير وذلك بسبب تقدم التكنولوجيا وبرنامج التمويل، وعليه قامت ديوا برفع الطاقة المستهدفة، لذا نفترض أن مشروع الواحد غيغاوات سيصبح 2 أو 3 ميغاوات، قطعا لايوجد حدود للطاقة الممكن توليدها، هناك العديد من المشاريع القادمة، يشهد القطاع نتائج رائعة ستؤدي الى تطوير القطاع بطريقة أسرع وأفضل.
شمس دبي
وأعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) الأسبوع الماضي، بدء تفعيل مبادرة (شمس دبي) التي سيتم من خلالها ربط وحدات إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في المنازل والمباني مع شبكة كهرباء الهيئة، وتشجع أصحاب المنازل والمباني على تركيب لوحات كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، فيما سيتم تحويل الفائض إلى شبكة الهيئة.
وسيمكّن ذلك المستهلكين من إجراء مقاصة بين وحدات الطاقة الكهربائية المصدرة لشبكة الهيئة ووحدات الطاقة الكهربائية المستوردة، الصادرة لحساب الاستهلاك، وتتم تسوية هذا الحساب بناء على هذه المقاصة.
وقد تلقت الهيئة 11 طلباً حتى الآن في المبادرة التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 8.5 ميغاواط كهرباء من الطاقة الشمسية ولا تتجاوز رسوم التوصيل 1500 درهم، عبارة عن كلفة تركيب عدة قياس كمية إنتاج الطاقة الشمسية، هذا بالإضافة إلى تكلفة نظام توليد الطاقة بحد ذاته والذي يختلف بحسب حجم السطح ونوعية الألواح المستخدمة.
وفي حال تركيب وتفعيل هذه المشاريع بنجاح، ستتقلص الانبعاثات الكربونية سنوياً بما يعادل إزالة أكثر من 1000 سيارة من الطرقات.
ومن المقرر أن تنتج دبي 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2019، وهي الكمية التي كان من المقرر تحقيقها في عام 2030 إذ تم رفع نسبة المستهدف في مزيج الطاقة المتجددة في الإمارة من 1% إلى 7% بحلول عام 2020، وإلى 15% بحلول عام 2030، لإنتاج 3000 ميغاواط.