عشية الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، تجاوزت جلجلة الازمة الرئاسية محطتها الـ 21 برتابة مملة لم يخرقها سوى تراجع اضافي وهذه المرة في عدد النواب الحاضرين الذي بلغ 43 نائبا اي العدد الادنى منذ بدء الدعوات عبثا الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية.
واذ ارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى الموعد الـ22 في 22 نيسان الجاري، لم تستبعد مصادر سياسية مطلعة ان تكون ازمة الفراغ الرئاسي ضمن المواضيع التي سيطرحها نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في زيارته لبيروت يومي الاحد والاثنين المقبلين الى جانب الملفات الاساسية التي تتصل بالاوضاع السياسية والامنية في لبنان والتي تعنى بها الولايات المتحدة.
وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء تمام سلام والوفد الوزاري المرافق له مع عدد من القيادات الدولية على هامش قمة شرم الشيخ لم تشهد أي مبادرة من هذه القيادات لإثارة موضوع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان ولو لم يثر الرئيس سلام الموضوع لما تحرّك الحديث عنه. واوضحت أنه كان لافتا ان هذه القيادات لم تبد الاسف لعدم إتمام الاستحقاق الرئاسي بل أنها أبدت الاسف لعدم وجود أفق في وقت قريب لإنجاز هذا الاستحقاق .
وفي سياق ديبلوماسي آخر، ذكرت “النهار” ان ملك اسبانيا فيليب السادس سيصل الى لبنان الثلثاء المقبل في زيارة ليوم واحد يتفقد خلالها كتيبة بلاده العاملة ضمن القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” وذلك بعد مقتل احد الجنود الاسبان في بقعة عمل هذه القوة قبل مدة. وسيكون في استقبال الملك فيليب نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، على ان يلتقي الرئيس سلام في السرايا حيث يقيم رئيس الوزراء مأدبة عشاء على شرفه بعد المحادثات الرسمية .
في غضون ذلك، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع ان الحوار بين حزب “القوات” و”التيار الوطني الحر” لم يتوصل بعد الى تصور مشترك حول رئاسة الجمهورية “لكننا احرزنا تقدما ملموسا في ملفات اخرى وهذا مكسب كبير لنا جميعا ونحن مستمرون في هذا الحوار”. غير انه شدد على انه “لا يمكن نقل البلاد مما تتخبط فيه الى وضع افضل ما دامت الرئاسة معطلة ” . وتساءل عن سبب شن الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “هجوما طاحنا على قيادة المملكة العربية السعودية (…) فاين مصلحة اللبنانيين في مواجهة المملكة ؟”. واستغرب “كيف لا يحق للسعودية وعشر دول التدخل في اليمن بينما يحق للسيد نصرالله التدخل في سوريا واين المنطق في ذلك؟”.
صحيفة “اللواء” اعتبرت أنه إذا كان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية لم يغب عن حوار عين التينة، لجهة وجوب نزول النواب إلى المجلس لانتخاب الرئيس بعد التفاهم على مواصفاته من دون الدخول في الأسماء، فإن الجلسة النيابية التي حملت الرقم 21 في بورصة جلسات الانتخاب لم تحمل جديداً، أمس، وبقي كل فريق على موقفه لجهة حضور فريق من نواب 14 آذار مع نواب جبهة النضال الوطني وكتلة التحرير والتنمية، فيما حافظ المقاطعون على مقاطعتهم، فأرجأت الجلسة 22 إلى 22 نيسان الحالي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، علماً أن عدد النواب الحاضرين تقلص إلى 44 نائباً في ظل قناعة مسبقة بعدم إمكانية التئام الجلسة.
لكن اللافت، بالتزامن مع الجلسة، كان الاعتصام الذي نفذه المجتمع المدني في ساحة رياض الصلح على بعد أمتار من ساحة النجمة، تحت عنوان «رفض الإمعان في الفراغ الرئاسي ومنع استمرار سياسة التمييع والأمر الواقع في البلد»، في تحرك يفترض أن يترك تداعيات، خصوصاً وأن المشاركين كانوا خليطاً من الهيئات النسائية ورجال دين، انضمت إليهم لاحقاً وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني.