مع انخفاض سعر النفط الخام، ارتفعت التكهنات حول أي من شركات النفط الأمريكية ستكون أول من يقبل عرض استحواذ. خلال عطلة نهاية الأسبوع، “وايتنج بتروليوم” تصدرت قائمة المرشحين المحتملين عندما تبيّن أن الشركة عينت مصرفيين للبحث عن مشترين محتملين.
باعتبارها أكبر شركة إنتاج في حوض باكين في ولاية داكوتا الشمالية بعد عملية الاستحواذ العام الماضي على شركة كودياك للنفط والغاز، المُثقلة بالديون، مع إجمالي إنتاج يبلغ نحو 163 ألف برميل يومياً، يمكن أن تكون وايتنج هدفاً جذاباً لشركة تبحث عن توسيع مكانتها في مجال النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ووفقا لمستشارين في مجال عمليات الدمج والاستحواذ، إذا لم تجد الشركة أي مشتر بالسعر المناسب، فإن هذا قد يُثير موجة من النشاط في جميع أنحاء القطاع. فمع مواردها المالية التي تضررت بسبب انخفاض أسعار النفط، والتركيز على منطقة باكين التي تعتبر منطقة ذات تكلفة عالية نسبياً، من المفهوم أن وايتنج تريد دراسة خياراتها.
ويبدو من غير المرجح أن تكون وايتنج قادرة على الاستمرار كما هي دون اتخاذ بعض الإجراءات التصحيحية. لكن مع أنها قد تكون تحت ضغط، إلا أنها ليست مجبرة على البيع بعد. فبإمكانها القيام ببيع مزيد من الأصول، أو تخفيض النفقات الرأسمالية، أو إصدار أسهم قبل أن تُقرّر الاستسلام.
والضغط على وايتنج يأتي في معظمه من صافي دين إضافي يبلغ 2.2 مليار دولار تحمّلته العام الماضي نتيجة لشراء كودياك، الأمر الذي جعل إجمالي ديون المجموعة نحو 5.6 مليار دولار. وبين الاتفاق على الصفقة في تموز (يوليو) وإتمامها في كانون الأول (ديسمبر)، انخفض سعر النفط الخام في الولايات المتحدة نحو 35 في المائة.
وفي كانون الأول (ديسمبر)، تفاوضت وايتنج على تسهيلات ائتمانية جديدة. ووافقت مجموعتها المصرفية على التزام بـ 4.5 مليار دولار، سحبت منه الشركة 1.4 مليار دولار فقط نهاية العام.
وكما هو الحال بالنسبة لصناعة التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة، تم تأمين هذا الالتزام مقابل احتياطيات مجموعة وايتنج، الأمر الذي عرض الشركة لخطر أنه في حال انخفضت أسعار النفط وتقلّصت قيمة أصولها، سيتم سحب الائتمان.
لكن هذا لا يبدو تهديداً وشيكاً. فقد تم الاتفاق على تسهيلات الاقتراض عندما كانت أسعار النفط تنخفض بالفعل، والأسعار في سوق العقود الآجلة كانت أقل قليلاً مما هي الآن، ما يدل على أن وايتنج لن تعاني نقصا مفاجئا في السيولة ما لم تنخفض أسعار النفط أكثر من ذلك.
مع ذلك، حتى إذا بقي هذا الالتزام البالغ 4.5 مليار دولار على حاله، فإن وايتنج في سبيلها لاستنفاد سيولتها بسرعة. وبعد إعادة شراء سندات شركة كودياك بقيمة 750 مليون دولار وتغطية نفقاتها الرأسمالية المُخططة، البالغة ملياري دولار هذا العام، تتوقع الشركة أن يبقى 1.35 مليار دولار من هذا الالتزام الائتماني غير مُستخدم في حال بقيت أسعار النفط حول 50 دولارا للبرميل.
وبناءً على هذا المعدل من الاستهلاك النقدي، سيكون هناك تقريباً 18 شهراً آخر قبل أن تنفد الأموال.
والخطوة الأكثر جذرية لتجنّب ذلك المصير ستكون قبول أحد العروض. قيمة المشاريع البالغة 11.8 مليار دولار في وايتنج تعني أن أي مشتر يجب أن يكون شركة نفط مستقلة كبيرة أو دولية، لكن هذا لا يزال يترك مجالاً واسعاً.
من الولايات المتحدة، حسبما يقول مصرفيون، فإن شركات هيس، وماراثون أويل، وأناداركو بتروليوم، وكونوكوفيليبس، وبايونير للموارد الطبيعة، قد تكون مهتمة بتقديم عرض.
ومن أوروبا، يُقال أيضاً إن مجموعة توتال الفرنسية وشركة شتات أويل النرويجية، الشركة الأجنبية التي حقّقت النجاح الأكبر مع الزيت الصخري الأمريكي، تبحثان عن صفقات محتملة في أمريكا الشمالية.
ومن الممكن أن تجذب مجموعة وايتنج أيضاً إكسون موبيل وشيفرون، أكبر شركتين في الولايات المتحدة، على الرغم من أن أحد المصرفيين يُشير إلى أنها قد لا تكون كبيرة بما فيه الكفاية “لتحريك الإبرة” بالنسبة لهما.
الحجة الأقوى ضد موافقة مجلس الإدارة والمساهمين في وايتنج على صفقة هي خطر أنهم يبيعون في وقت تكون فيه قيمة الأصول ضعيفة بشكل مؤقت ـ جراء تراجع قصير الأمد في أسعار النفط. المخاوف نفسها يمكن أن تمنع بيع الأصول. وقد أعلنت وايتنج بالفعل عن خطة لبيع أصول بقيمة مليار دولار، يتوقع أن تشمل محطات لمعالجة الغاز وما تصفه الشركة بأنه حقول نفط “ذات قيمة منخفضة”.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الشركات للاستثمار في الأصول ذات الجودة الأعلى لتعظيم العوائد، قد لا يكون هناك أي طلب متحمّس على ما تريد وايتنج التخلص منه.
ثمة خيار آخر هو تخفيض النفقات الرأسمالية أكثر، بعد تخفيض مُخطط بنسبة 50 في المائة تم اقتراحه لعام 2015. لكن نمو الإنتاج في وايتنج يتباطأ بالفعل إلى نسبة متوقعة تبلغ 6 في المائة – تتضمن كودياك – عام 2015 بشكل عام. وإذا تم تخفيض الاستثمار، يمكن أن يبدأ الإنتاج في الانخفاض، كما أن المساهمين في شركات النفط المستقلة دائماً ما كانوا يقدّرون النمو.
وهذا يترك إصدار الأسهم المسار المحتمل الأكثر جاذبية. إيريك أوتو، من سي إل إس آيه، يُلاحظ سوقا قوية في مبيعات الأسهم من قِبل شركات النفط والغاز الأصغر في الولايات المتحدة، مع إصدار عديد منها ـ من بينها لاريدو بتروليوم، كونتشو للموارد ونوبل للطاقة – أسهمهما جمعت بواسطتها مئات الملايين من الدولار. وأشار محللون في شركة سيمونز وشركاه هذا الأسبوع إلى أن جيم فولكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة وايتنج، ربما يكون مهتماً بمبادلة حيازات وايتنج بأسهم في شركة أكبر. وكلما طالت فترة بقاء أسعار النفط عند هذه المستويات، زادت جاذبية مثل هذا الخروج بالنسبة لجميع المساهمين في وايتنج.