IMLebanon

كيف هي خريطة المعارك في الزبداني؟

hezbollahh

 

 

هدأت الجبهة المشتعلة في منطقة الزبداني نسبياً بعد تحقيق الهدف من العمليات التي بوشرت قبل نحو أسبوعين على حد تعبير مصادر أمنية معنية بما يجري هناك.
ورست مواجهات الزبداني الجمعة، على سيطرة الجيش السوري و”حزب الله” على السلسلة الغربية للزبداني، ما حقق ثلاثة أهداف أساسية: تأمين الطريق الدولية بين الشام وبيروت نهائياً، منع تسلل المسلحين نحو لبنان عبر الحدود مع عنجر، بالإضافة إلى إطباق السيطرة على التلال المشرفة على مدينة الزبداني ووضعها بين «فكي كماشة» عسكرياً، وشل حركة المسلحين فيها شلاً كبيراً.
كما تمكن الجيش السوري من السيطرة على «تلة الرادار» في نهاية السلسلة الشرقية على الحدود بين لبنان وسوريا (فيها محطة بث التلفزيون السوري) بعد توجيه ضربة لـ «جبهة النصرة» التي سقط لها عدد من المقاتلين وبينهم قائد المنطقة.
وعلى خط جبهة القلمون، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه أيضاً على تلال “الحمراء” و”شعبة الخشعة” في جرد فليطا. وتفصل هذه التلال جرود عرسال عن جرود فليطا. وجاءت السيطرة على التلال بعد عملية مفاجئة تخللتها اشتباكات مع “جبهة النصرة”، فيما تمت السيطرة بالنار على تلة “حنكل”، ما أدى إلى انسحاب “النصرة” منها.
وتساعد السيطرة على هذه التلال في تعزيز مهمة حماية فليطا من جهة، وكشف تحركات المسلحين في جزء كبير من جرود عرسال من جهة ثانية على حد تعبير المصادر الأمنية المتابعة.

وقالت مصادر أمنية معنية لـ «السفير» إن عملية السيطرة على السلسلة الغربية لجبال الزبداني تمت عبر محاور ثلاثة:
– الأول، شمال شرق قرية كفير يابوس وهي البلدة الأقرب إلى لبنان بعد جديدة يابوس، وصولاً إلى شيرين، شير الطاقة وشير الجبة المطلين على وسط مدينة الزبداني، وهي مناطق تمت السيطرة عليها.
– الثاني يمتد من شمال بلدة معدر والتلال المتاخمة لها وصولاً إلى «ضهرة الهوة»، حيث التلة الاستراتيجية لوجود المسلحين من «جبهة النصرة». وقد قتل معظم الموجودين في التلة بعد تدمير مواقعهم.
– الثالث، من «بئر كاسور» و«عين الرملة» وصولاً إلى «فتحة الجنزير» و«ضهر البيدر»، وهي نقطة تمركز المسلحين الذين قتل العديد منهم، كما تم تدمير دبابة لهم.
وعليه، توضح المصادر أن الزبداني «أصبحت مزنرة من الجهة الشرقية من مرتفع «آية الكرسي» ومن الجهة الغربية من «ضهرة الهوة» و «شير الجوبة» وبرج «السيرياتيل»، ومن «ضهر البيدر» و «فتحة الجنزير» ومن «بئر كاسور» ومن «عين الرمله» وصارت بعد العملية مثل «الصحن» تحت مرمى نيران الجيش السوري وحلفائه، ما أدى الى شلّ حركة المسلحين داخلها نسبياً.
وعرف من بين قتلى «جبهة النصرة» الذين حاولوا التسلل إلى «ضهرة الهوة» و «شير الجبة» من جهة الزبداني 13 قتيلاً بينهم محمد يوسف المغربي الملقب بـ «العنقاء»، وهو قائد مجموعة، من بلدة كفير يابوس، وقائد مجموعة أخرى ويدعى عبد الله عمار.
ولاحظ أحد الخبراء العسكريين في المنطقة أن المسلحين في سلسلة جبال الزبداني وفي السلسلة الشرقية انتقلوا مؤخراً من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، مركزين على حفر الخنادق والأنفاق والدشم والمتاريس، «ربما تحسباً لمعركة الربيع». وقال الخبير نفسه «ليس هناك من قائد ميداني يمكن أن يعلن “الساعة صفر”، فالمعركة ستقع، وتحديد زمانها منوط بالمعنيين بها فقط لا غير.
وأثار أهالي عرسال أمس قضية وصولهم إلى أرزاقهم في الجرود حيث نحو خمسة ملايين كعب شجرة مثمرة، متمنين على الجيش اللبناني وقيادة «حزب الله» وضع الترتيبات المناسبة لتأمين عبورهم نحو أرزاقهم للقيام بما يلزم مع حلول فصل الربيع. وتندرج أهمية وصول «العراسلة» إلى أرزاقهم في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلدة وأهلها على الصعد كافة.