ابدت اوساط واسعة الاطلاع اقتناعها بأن ما عبّر عنه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قبل يومين لدى زيارته لبكركي من ان على اللبنانيين الاّ ينتظروا المنّ والسلوى من الاتفاق النووي هو الأقرب الى الواقعية راهناً على الاقل.
الأوساط، وفي حديث لـ”النهار”، قالت: “اذا كانت مصلحة قوى ٨ آذار ان تماشي “الانتصارات” الدعائية المضخّمة التي تبديها ايران منذ اعلان التوصّل الى الاتفاق الإطاري في لوزان فإن ذلك لا يحجب واقع ان لبنان سيظل محكوماً بتوازن اقليمي لا يسمح بأي تبديل في الستاتيكو الذي يعيش في ظله”.
واضافت: “التوازن صار امراً اكثر ثباتاً في ظلّ التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن بمعنى انه اذا كانت قوى ٨ آذار او بعضها تبني رهانات على جنوح الكفة الى ايران فإن ثمة وقائع مختلفة اخرى تتأتى عن التحالف الخليجي والعربي والإسلامي لا يمكن ان يكون ميزان القوى اللبناني في منأى عنه، وهو الامر الذي يحافظ على الاقل على توازن سيكون من الخطأ تماما تجاهله” .
ورأت المصادر ان مسار الحوارات الثنائية الجارية في لبنان تبدو افضل الممكن والمتاح حتى أشعار آخر ولكنها تنطوي في الوقت نفسه على اقتناعات ضمنية لدى القوى الداخلية المنخرطة فيها بأن اوان الحسم الرئاسي لم يحن بعد”.
وفي رأي الاوساط الواسعة الاطلاع ان ازمة الرئاسة يخشى ان تكون صارت بذاتها ربط النزاع الداخلي – الاقليمي سواء بسواء بعدما استفحل العجز عن فك ربطها قسرا بأزمات المنطقة على أيدي قوى التحالف الايراني. وجل ما يمكن التعويل عليه راهنا هو حماية الاستقرار الداخلي لا اكثر ولا اقل في انتظار ما سيحمله حزيران النووي وما بعده من انعكاسات اقليمية .