رأى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن ما يجري في المنطقة سياسي بامتياز لخدمة مشاريع سياسية، معتبرًا ان الصراع هو صراع سياسي لكن يستخدم فيه شعارات دينية وهناك من يستغل الدين في هذه المعارك.
نصرالله وفي حديث لـ”الاخبارية السورية” اكد ان دخول “حزب الله” الى الحرب في سوريا كان خياراً معلناً بملء ارادته، مشيرًا الى انه لم يطلب من حلفائه في لبنان بتأييد دخول الحزب هذه الحرب ولم يلزمهم بقراره.
واذ اكد أن سوريا هي واحدة من الدول القليلة في المنطقة لديها قرار وطني مستقل، اعتبر أن الهدف من العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 كان سوريا، لافتًا الى ان الرئيس بشار الأسد كان يعمل على تثبيت مصلحة سوريا والمعركة الان هي للحفاظ عليها وعلى استقلال قرارها.
واضاف: “القاعدة اتت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة ومن ثم السيطرة على اليمن”، معتبرًا أن الحرب على سوريا فشلت ولم تحقق هدفها لأن مناطق سورية واسعة ما زالت تحت إدارة النظام.
وتابع: “قلنا منذ البداية نحن ذاهبون الى سوريا لندافع عنها وعن أنفسنا وعن المقاومة ولبنان وفلسطين والأردن والعراق وشعوب المنطقة، والمطلوب في سوريا هو الصمود لمنع السيطرة والهيمنة”، مؤكدًا على أن ما يقال في وسائل الاعلام عن خسائر لحزب الله مبالغ فيه، وقال: “خسائر الحزب في سوريا اقل مما هو متوقع بحسب حجم المعركة”.
وراى أن الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لم تأذن بالحل السياسي، معتبرًا ان الحل في يبدأ من أن يكون لدى المعارضين السوريين إرادة مستقلة في قرار الدخول في حل سياسي، واعتبر ان المشكلة في عقل النظام السعودي الذي لم يستوعب كيف أن سوريا تصمد في هذه الحرب.
من جهة آخرى، واذ اوضح نصرالله ان الحديث عن هيمنة ايرانية على اليمن “حكي فاضي” لا اساس له من الصحة، شدد على ان السعودية تريد السيطرة على اليمن لأنها فقدته، وأن تخرج اليمن من هيمنة السعودية معناه أنها خرجت من هيمنة الأميركيين.
واكد ان من أسباب الحرب السعودية على اليمن حاجتها لحرب بسبب أوضاعها الداخلية، معتبرًا ان الرياض فشلت في لبنان وسوريا والعراق وفي كلّ مكان ذهبت إليه، والمطلوب في اليمن حوار يمني- يمني، واضاف: “المطلوب من السعودية هي ان توقف الحرب وتترك اهل اليمن يتحاورون مع بعضهم”.
واذ استبعد دخول تركيا في الحرب على اليمن، أكد نصرالله أن هناك فشلاً ذريعاً للعدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن، حيث أنه لا وجود لأي انجاز سعودي في الحرب حتى الان وهم جعلوا الغالبية الساحقة في اليمن ضد ال سعود وهناك استنفار وتعبئة يمنية هائلة وستزداد ضد السعودية نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدوان، لافتاً إلى أنه عندما يطلب السعوديون من اليمنيين تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فبذلك شيء من الغباء.
ورأى السيد نصرالله أن من انجازات الحرب السعودية دعم “داعش” و”القاعدة” في اليمن، قائلاً إن العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على الأمن السعودي، فالأميركي والإسرائيلي لا يريد أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني، وأنا منذ البداية توقعت الهزيمة للسعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة”.
في المقابل، أكد ان الاتفاق النووي سيبعد شبح الحرب الإقليمية عن منطقتنا وأن العالم كله وصل إلى قناعة بأن لا حلّ مع إيران إلا بالمفاوضات.