كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنَّ معظم قادة تنظيم “داعش” ومقاتليه الحاليين كانوا أعضاء سابقين في حزب “البعث” العراقي أو قادة عسكريين سابقين عملوا في الجيش أو المخابرات العراقية إبان حكم صدام حسين، انضموا للتنظيم عقب تسريحهم من الجيش إثر الغزو الأميركي العام 2003.
وذكر التقرير نقلاً عن شهادات بعض العراقيين والسوريين ومحللين درسوا التنظيم خلال العامين الماضيين، أنَّه رغم انضمام آلاف من المقاتلين الأجانب للتنظيم في العراق وسوريا، إلا أنَّ معظم القادة والأمراء وصناع القرار داخل التنظيم مسؤولون عراقيون وأعضاء سابقون بحزب “البعث”، ويترأسون اللجان الأمنية والعسكرية ويشغلون مراكز مهمة في التسلسل الهرمي للتنظيم.
وساهم هؤلاء العسكريون السابقون بالخبرة والخطط العسكرية وخرائط عن شبكات التهريب التي اُستُخدمت في ما سبق لمواجهة العقوبات إبان فترة التسعينات، والتي يستخدمها التنظيم حاليًّا في عمليات بيع النفط غير الشرعية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين السابقين بالتنظيم يُدعى أبو حمزة السوري قوله: “اكتشفت أنَّ معظم القادة بالتنظيم هم عراقيون عسكريون ومن المخابرات عملوا في نظام صدام حسين، وكل أمير يترأسه عراقي وهو الصانع الحقيقي للقرارات ومَن يضع الخطط الحربية، لكن العراقيين لا يقاتلون بل يدفعون بالمقاتلين الأجانب للخطوط الأمامية”. وتمكَّن أبو حمزة من الهروب إلى تركيا العام الماضي، واستخدم هذا الاسم خوفًا من تتبعه من قبل التنظيم.
“داعش” يستغل أخطاء الماضي
وعن أسباب التحاق العسكريين العراقيين السابقين لتنظيم “داعش”، يقول المحلل العراقي حسن حسن، صاحب كتاب “داعش: داخل جيش الإرهاب” إنَّ من أهم أسباب ظهور تلك الظاهرة هي القسوة التي عُرف بها نظام صدام حسين، وتسريح أكثر من 400 ألف عسكري من الجيش العراقي وحرمانهم من المرتبات والمعاشات وبالتالي اضطروا إلى الانضمام للجماعات الجهادية مثل “داعش” و”القاعدة”.
وأضاف أنَّ تهميش القبائل السنية على يد الحكومة العراقية الشيعية ساهم في زيادة أعداد العراقيين المنضمين للتنظيم.
ولفت التقرير الى معرفة الولايات المتحدة المسبقة بانضمام مسؤولي صدام إلى جماعات مثل “لقاعدة”، مشيرًا إلى أنَّ عملية تجنيد “البعثيين” تمت بموافقة زعيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، على مدار عدة سنوات منذ العام 2010.