IMLebanon

هل تتخلّى إيران و”حزب الله” عن الأسد؟!

haras-sawri-irani

 

ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية أنّ إيران بدت بعد التدخل الخليجي ـ العربي الحازم في اليمن أضعف ممّا حاولت أن تظهر نفسها فيه كقوة كبرى في المنطقة، إذ منعت بضع مقاتلات “إف 15 و16 و18″ الأميركية و”تورنيدو” البريطانية و”رافال” الفرنسية “قواربها وأساطيلها وصواريخها” من مجرد التفكير بالدنو من أجواء اليمن وشواطئه لإغاثة حلفائها الحوثيين.

وانتشرت تداعيات الحرب في اليمن كانتشار النار في الهشيم في سوريا بشكل أسرع ممّا كان متوقعاً، إذ اضطرت قيادة “الحرس الثوري” الإيراني إلى إصدار أوامرها لآلاف من قواتها وقوات “حزب الله” اللبناني ومجموعات من أتباعها يحاربون مع نظام بشار الأسد، بوجوب انتقالهم فوراً الى اليمن لدعم الحوثيين الذين فوجئوا كالإيرانيين بإقدام السعودية على قيادة التحالف العربي ـ الاسلامي للتصدي للعدوان الحوثي على الشرعية.

وأفادت تقارير استخبارية أوروبية، اطلعت عليها صحيفة “السياسة، أن “حسن نصر الله سحب نحو 800 مقاتل من عصاباته في سوريا بأوامر ايرانية ودفع بهم الى اليمن خلال الأيام العشرين الماضية، في محاولة من “الحرس الثوري” الايراني، الذي أرسل هو الآخر نحو 2000 مقاتل، لتطويق العاصمة الموقتة عدن ومحاصرة الموانئ البحرية أملاً في إبقائها سالكة لإنزال الاسلحة والرجال الإيرانيين فيها”، إلا أنّ طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية قطعت على هؤلاء الايرانيين وحلفائهم أحلامهم، بفرض حصار بحري على جميع الموانئ على امتداد اليمن وتدمير نحو 90 في المئة من ثكنات قوات علي عبدالله صالح وآلياته الثقيلة، وبنفس النسبة لتجمعات الحوثيين وسلاحيهم الجوي والبري من آليات ودبابات غنموها من نهبهم الثكنات العسكرية اليمنية.

وأكّد تقرير ألماني أنّ تداعيات سحب هؤلاء المقاتلين الشيعة الايرانيين ومن “حزب الله” من سوريا، ظهرت فورًا بتقدّم مفاجئ للفصائل الثورية السورية في السيطرة على ادلب وعلى معظم المناطق الجنوبية في درعا، وإبعاد قوات النظام البعثي عن حدود الأردن والجولان، ثمّ سقوط مخيم اليرموك الفلسطيني الواقع على مرمى حجر عن القصر الرئاسي في قلب دمشق بأيدي “داعش” وأعوانه.

وبحسب التقرير، فإنّ الأسد “شعر للمرة الأولى بالخطر الحقيقي مع فقدان جبهات الدفاع الايرانية عنه، وخسارته نصف مساحة الأرض السورية لصالح التنظيمات الاسلامية المتشددة وربع المساحة المتبقية لـ”الجيش السوري الحر” والمقاتلين المنضمين من الخارج (خصوصًا من لبنان) تحت لوائه، ما دفعه إلى العودة لاستخدام البراميل والقنابل الكيماوية ضدّ معظم المدن والمناطق التي أخلاها النظام خلال الايام العشرين الماضية.

وذكر التقرير الوارد من منطقة درعا السورية، “أن مقاتلي “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” استولوا بدورهم خلال الفترة الأخيرة ذاتها على معظم مناطق القلمون من درعا وصولا الى ريفي دمشق الجنوبي والغربي، في الوقت الذي لم تشهد فيه الحدود اللبنانية ـ السورية على طول سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية، عبوراً ملحوظاً بأعداد ضخمة لميليشيات “حزب الله” من أجل مساندة النظام والحلول محل الفرق المسلحة التي انسحبت الى اليمن، كما أن “الحرس الثوري” الإيراني لم يرسل بدوره قوات بديلة عن تلك التي نقلها من سوريا وبعض أطراف العراق الى اليمن، ما يؤشر على وجود إمكانية قوية في بدء النظام الإيراني التوقف عن مساندة نظام الأسد من

ضمن صفقة سرية مع الأميركيين والاوروبيين مقابل الاتفاق النووي، وكأنّ المرشد الأعلى علي خامنئي اقتنع أخيرًا بعدم جدوى الإستمرار في احتضان بشار الأسد الذي فقد شرعيته”.