ماري هاشم
تتعدّد الأسباب المؤثرة في خفض أسعار الشقق السكنية والعقارات في السوق اللبنانية اليوم، والتي تحفز على الشراء اليوم فبل الغد، حيث يفاوض المطوّرون العقاريون مع الزبائن على «تنزيلات» في الأسعار تشجيعاً على الشراء قبل أن تدهمهم الظروف الممهّدة لرفع الأسعار مجدداً.
وليس بعيداً، ظاهرة الإستثمار العقاري اللبناني في عدد من الدول وتحديداً في كل من قبرص واليونان، والتي شاعت في الفترة الأخيرة مع فقدان البيئة المؤاتية للإستثمار الداخلي بفعل التطورات السياسية الدراماتيكية في ظل الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية وتداعياته على الثقة الخارجية بلبنان.
نقيب الوسطاء والإستشاريين العقاريين في لبنان رئيس الجمعية اللبنانية للشؤون العقارية مسعد فارس شرح لـ»الديار» واقع الأمر، موضحاً أن «لا استثمار لبنانياً كبيراً في قبرص واليونان في المجال العقاري، إنما يقتصر الأمر على مبادرات فردية ضيّقة ومحدودة»، وقال: عمد بعض الأفراد إلى الإستثمار المحدود في قبرص على أمل حصولهم على جوازات سفر أوروبية، سرعان ما تبيّن لهم لاحقاً أن ذلك لن يحصل بل مجرّد أقاويل لأن قبرص لم تدخل بعد مجموعة «شينغن». كذلك توجّه البعض القليل إلى اليونان للغاية نفسها، فوجدوا أن الأسعار ليست زهيدة كما يعتقدون، بل أنها ترتبط بالنوعية، وهذا أمر طبيعي.
} مشروع في اسبانيا }
وكشف فارس عن مشروع ينفذه في إسبانيا في الوقت الراهن بقيمة 15 مليون يورو بمشاركة مجموعة من الشباب اللبناني يعلن عنه لاحقاً، عازياً اختياره لهذا البلد إلى كونه المكان الذي عاش فيه لفترة طويلة، ويعرفه جيداً ويرغب في الإستثمار فيه، موضحاً أن ذلك «لكن ذلك لا يعني وجود هجمة من لبنان في اتجاه إسبانيا. إنما المشروع الذي أقوم به راهناً مخصّص لبيعه للإسبان والروس والبريطانيين، لكن إذا أراد اللبناني الشراء فنرحّب به»، مذكّراً بأن «إسبانيا منضمّة إلى مجموعة «شينغن» وبعد مرور عشر سنوات من الإقامة فيها يحصل المقيم على الجنسية الإسبانية».
ولفت إلى توجّه عدد من اللبنانيين إلى الإستثمار العقاري في بلدان أوروبا الشرقية، «وذلك ليس ظاهرة جديدة، لأنه لا تزال هناك أراضٍ بأسعار زهيدة جداً»، وقال: يرغب اللبناني دائماً في استكشاف بلدان ومناطق جديدة بحثاً عن فرص جديدة وعديدة، وهذه ميزته في مجالات مختلفة ومن بينها المجال العقاري.
} الاستثمار في لبنان }
وشدد فارس على أن «الإستثمار العقاري في لبنان متاح أيضاً اليوم حيث الفترة الراهنة هي الأفضل على الإطلاق للقيام بالإستثمارات المهمة والمفيدة»، موضحاً أن «السوق الآن هي لمصلحة الشاري وليست للبائع، إذ يستطيع الأول الحصول على أسعار مقبولة وعروضات مميزة ونادرة، إن في العقارات أو الشقق السكنية، وخصوصاً في المناطق البعيدة عن المدينة».
وإذ اعتبر أن «أفضل وقت للشراء عندما تكون السوق ضعيفة كما هي عليه اليوم»، أشار إلى أن «المطوّرين يعمدون حالياً إلى خفض الأسعار»، وقال: هناك زبائن متحمّسون على الشراء اليوم لاعتبارهم أن الفرصة سانحة حالياً، حيث أن الأسعار المقبولة التي يحصلون عليها اليوم، هي أسعار مشجعة، ويرون من الأفضل شراء العقارات لأولادهم حالياً لو لم يحتاجون إليها في الوقت الراهن، لأنه عندما يحين ذلك، قد تكون الأسعار ارتفعت إلى مستويات عالية جداً، وقد لا يكون في مقدورهم عندئذٍ الشراء.
وكانت بعض المؤسسات الاستثمارية العقارية قد سارعت الى قبرص واليونان وتركيا وغيرها من اجل الاستثمار العقاري بحجة رخص اسعار الشقق والاراضي وثانيا محاولة جذب الشاري خصوصا اللبناني بإقامة لمدة خمس سنوات او الحصول على الجنسية.