ينتظر أهالي العسكريين المخطوفين بفارغ الصبر أي اتصال من المعنيين في الملف، يعلمهم بزيارة الموفد القطري جرود عرسال، ويطمئنهم الى نتائج هذه الزيارة التي ينتظرونها للوقوف على آخر المعطيات. ومن المتوقع، بحسب ما كشف الأهالي لصحيفة “المستقبل” أن يكون الموفد القطري “قد زار جرود عرسال والتقى الخاطفين، إلا أن أي اتصال لم يأتنا من المعنيين يعلمنا فيه بحدوث الزيارة، وهذا ما يجعلنا في حالة من الخوف والقلق، خصوصاً بعد بيان جبهة النصرة الأخير”، مشيرين الى أنهم “في صدد تشكيل وفد للقاء الموفد القطري والوقوف على آخر التطورات في الملف، فور عودته من الجرود، بتنسيق كامل مع خلية الأزمة التي لم نفقد الثقة بها وبكامل أعضاء الحكومة الذين يعملون بجهد لإنجاز هذا الملف والوصول الى خاتمته السعيدة”.
الهدوء ما زال يطغى على ساحة الإعتصام في رياض الصلح، حيث خيم الأهالي، فمعظمهم كان قد قصد المنزل في عطلة نهاية الأسبوع لأخذ قسط من الراحة، والعودة بنفس جديد لمواجهة الآتي من الأيام، وسط التكتم الشديد عن المعلومات المتعلقة بالمفاوضات والذي يخيف الأهالي كثيراً، بحسب ما أوضح حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، موضحاً أن “المعطيات المتوافرة لدى الأهالي تشير الى أن المفاوضات ما زالت مستمرة، وننتظر زيارة الموفد القطري الى الجرود للوقوف على نتائجها”.
وقال: “الأهالي طالبوا المعنيين بتشكيل وفد منهم من أجل لقاء الموفد القطري عندما يعود من عرسال، للإطلاع منه مباشرة، والتأكد من سير المفاوضات وجديتها وإيجابيتها أو سلبيتها، مستندين بذلك الى بيان صدر على حسابات جبهة النصرة على مواقع التواصل الإجتماعي ليلة تسليم جثة الشهيد علي البزال، تفيد بأن المفاوضات متوقفة، وقد دعوا الأهالي في بيانهم الى التواصل مع الموفد القطري لتبيان الحقيقة”. وشدد على أن “الأهالي لم يفقدوا حتى الآن الثقة بخلية الأزمة والحكومة مجتمعة وما زلنا متمسكين بما يبذلونه من جهود في سبيل عودة أبنائنا”.
ورأى أن “الافراج عن جثة الشهيد علي البزال هي خطوة جيدة تثبت أن هناك اتصالات تتم بين الخاطفين وبين المعنيين في ملف أبنائنا”، مشيراً الى أن “زوجة الشهيد رنا الفليطي جاءت الى البزالية مع الأهالي وليس مع مخابرات الجيش كما أشيع وألقت النظرة الأخيرة على جثمان زوجها قبل دفنه، وما رأيته من أهل الشهيد لم يظهر أي حقد أو كره منهم تجاه الزوجة، إنما لمست أن هناك أطرافاً ربما تحاول اللعب بنار الفتنة وإيقاظها بين الأهالي والزوجة لخلق فتنة بين أهالي البزالية وأهالي عرسال”.
من جهته، أكد فادي مزاحم، عم العسكري المخطوف لامع مزاحم، أن “الأهالي ينتظرون زيارة الموفد القطري جرود عرسال وما سينتج عنها، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه”، مشيراً الى أن “الأهالي ما زالوا على ثقتهم باللواء عباس إبراهيم وخلية الأزمة وبما يبذلانه من جهد في سبيل إطلاق أبنائنا”. وشدد على أن “هيبة الدولة تكون في عودة العسكريين من الأسر، لأنهم أبناؤها ولا يجوز أن تبقيهم لحظة واحدة في الأسر”، آملاً “أن تسهم زيارة الموفد القطري للجرود في إحداث خرق على طريق عودة المخطوفين بأسرع وقت ممكن وأن يصل الملف الى خاتمته السعيدة التي يتمناها الجميع”.