بعد تراجع منسوب القلق على محور شبعا – بيت جن السورية الى حد بعيد، في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في الشهرين الأخيرين بين الجيش السوري و”حزب الله” من جهة و”جبهة النصرة” وتنظيمات مسلحة أخرى من جهة ثانية في جنوب سوريا، كان لا بد من جولة ميدانية لصحيفة “النهار” في سلسلة جبال البقاع الشرقي الممتدة من راشيا الوادي حتى نقطة المصنع، مروراً ببلدات عيحا وكفرقوق وينطا وصولاً الى بلدة دير العشاير السورية التي تقع في المقلب الغربي من التلة التي تفصلها عن مدينة قطنا.
من هناك، تتراءى مدينة الزبداني وسلسلة الجبال التي تشرف عليها، حيث يتمركز الجيش السوري، والتي يرجح أن تشهد معركة فاصلة ما بين الجيش والمعارضة المسلحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ولم تُسجل أي حادثة طوال مدة الجولة، غير أننا عندما ضللنا الطريق في اتجاه دير العشاير السورية، ظناً منا أنها دير العشاير اللبنانية، استوقفنا رعاة ماشية سوريون وطلبوا إلينا عدم المضي قدماً، لأننا دخلنا دائرة الخطر وهكذا عدنا أدراجنا، لنشاهد من مسافات قريبة معسكرات للجيش السوري في التلال عند الحدود بين لبنان وسوريا، معززة بعشرات الدبابات والآليات المدرعة. فيما نقاط الجيش اللبناني ومواقعه، مزروعة فوق التلال المقابلة، ويمنع على أحد دخول تلك المناطق من الجانبين، لأنها “مناطق عسكرية”.